شعر وشعراء
مُعَلَّقَاتِي الثّلَاثُمِائَةْ {206}مُعَلَّقَةُ ذكْرَيَاتُ الْإِسْرَاءْ لمحسن عبد المعطي محمد عبد ربه و قصيدة صدى الوحي لعلي محمود طهالمهندس العصر الحديث عَلَى أَنْغَامِ بَحْرِ الطَّوِيلْ المقبوض العروض والضرب
موقع hamsaat.co الدنمارك 🇩🇰
بقلم / الشاعر الدكتور والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه..شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة
{1} مُعَلَّقَاتِي الثّلَاثُمِائَةْ {206}مُعَلَّقَةُ ذكْرَيَاتُ الْإِسْرَاءْ
الشاعر الدكتور والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه..شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة
الشاعر الدكتور والروائي المصري محسن عبد المعطي محمد عبد ربه..شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة
[email protected] [email protected]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه المعلقة من بحر الطويل
العروض تام مقبوض
والضرب تام مقبوض
بحر الطويل لا يكون إلا تاما
عروض بحر الطويل مقبوضة دائما
الْقَبْض (حذف الخامس الساكن) فتصبح به (مَفَاْعِيْلُنْ): (مَفَاْعِلُنْ)، وتصبح (فَعُوْلُنْ): (فَعُوْلُ). ولا يجوز اجتماع الكف والقبض في (مَفَاْعِيْلُنْ). والْكَفّ والْقَبْض إن وقعا في جزء أو جزأين قُبِلا، فإن زادا عن ذلك لم يتقبلهما الذوق.
ثاني الطويل :
ووزن بحر الطويل :
فَعُولُنْ مَفَاعِيلُنْ فَعُولُنْ مَفَاعِلُنْ = فَعُولُنْ مَفَاعِيلُنْ فَعُولُنْ مَفَاعِلُنْ
الطويل التام :
هو الذي وُجدت تفعيلاته الثمانية في البيت مثل :
وَحُبُّ رَسُولِ اللَّهِ جَاهِي وَسُؤْدَدِي = يُنِيرُ طَرِيقَ الْعَاشِقِ الْمُتَوَدِّدِ
أُحِبُّ رَسُولِ اللَّهِ وَالْقَلْبُ سَابِحٌ = بِبَحْرِ الْهَوَى لِلنَّاسِكِ الْمُتَعَبِّدِ
عَلَى مَرْكِبِ الْعُشَّاقِ قَدْ هَامَ قَلْبُهُ = فَصَلَّى عَلَى الْهَادِي بِقَلْبِِِِِ الْمُغَرِّدِ
حَبِيبِي رَسُولَ اللَّهِ يَا أَشْرَفَ الْوَرَى = أَنَا الْعَاشِقُ الْهَيْمَانُ مِنْ قَلْبِهِ الصَّدِي
يَظَلُّ بِقَلْبِ اللَّيْلِ رَهْناً لِشَوْقِهِ = يُدَنْدِنُ لَحْنَ الْحُبِّ يَا خَيْرَ مَوْرِدِ
يَقُولُ : ” رَسُولُ اللَّهِ نُورِي وَبُغْيَتِي = بِحَقِّكَ يَا رَبَّاهُ شَفِّعْهُ فِي الْغَدِ
أَيَا ذكْرَيَاتِ الْمَجْدِ عِيشِي وَجَدِّدِي=جِهَاداً لِأَهْلِ الْحَقِّ فِي كُلِّ مَوْعِدِ
الشاعر الدكتور والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه..شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة
[email protected] [email protected]
{2}قصيدة صدى الوحي
الشاعر المصري: علي محمود طه المهندس.. العصر الحديث
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نبذة حول : علي محمود طه المهندس
علي محمود طه المهندس (1901-1949) شاعر مصري من وضحالرومانسية العربية لشعره بجانب جبران خليل جبران، البياتي،السياب وأمل دنقل وأحمد زكي أبو شادي.
النشأة
هو من أعلام الشعر العربي المعاصر، الخواجات بالمنصورة وقد أطلقعلى الشارع الذي يقع فيه البيت اسم شارعنا الكبير، ولا يزال البيتعلى حاله حتى اليوم!
التحق بمدرسة الفنون التطبيقية في القاهرة ودرس فيها هندسةالمباني وتخرج منها عام 1924م، عين آخر الأمر وكيلا لدار الكتبليتفرغ للشعر والإبداع وتوفي عام 1949م. و كان الأدب يستهويه علىالرغم من ضعفه به في اللغة العربية استطاع ان يتلافاه بالحفظوالمتابعة والدراسة المتانية لقواعد اللغة العربية بمدة قياسية بسببنباهته
أثر جمال الطبيعة على أشعاره
أتيح له بعد صدور ديوانه الأول “الملاح التائه” عام 1934م فرصةقضاء الصيف في السياحة في أوروبا يستمتع بمباهج الرحلة فيالبحر ويصقل ذوقه الفني بما تقع عليه أشعاره كانت مثار إعجابالشعراء.
علي محمود طه من أعلام مدرسة أبولو التي أرست أسس الرومانسيةفي الشعر العربي ويقول عنه أحمد حسن الزيات: «كان شابًّا منضورالطلعة، مسجور العاطفة، مسحور المخيلة، لا يبصر غير الجمال، ولاينشد غير الحب، ولا يحسب الوجود إلا قصيدة من الغزل السماويينشدها الدهر ويرقص عليها الفلك».
كان التغني بالجمال أوضح في شعره من تصوير العواطف، وكانالذوق فيه أغلب من الثقافة. وكان انسجام الأنغام الموسيقية أظهر مناهتمامه بالتعبير. قال صلاح عبدالصبور في كتابه “على مشارفالخمسين“: قلت لأنور المعداوي: أريد أن أجلس إلى علي محمود طه. فقال لي أنور: إنه لا يأتي إلى هذا المقهى ولكنه يجلس في محل“جروبي” بميدان سليمان باشا. وذهبت إلى جروبي عدة مرات،واختلست النظر حتى رأيته.. هيئته ليست هيئة شاعر ولكنها هيئة عينمن الأعيان. وخفت رهبة المكان فخرجت دون أن ألقاه، ولم يسعفالزمان.
يرى د. سمير سرحان ود. محمد عناني أن «المفتاح لشعر هذا الشاعر[علي طه] هو فكرة الفردية الرومانسية والحرية التي لا تتأتى بطبيعةالحال إلا بتوافر الموارد المادية التي تحرر الفرد من الحاجة ولا تشعرهبضغوطها.. بحيث لم يستطع أن يرى سوى الجمال وأن يخصصقراءاته في الآداب الأوروبية للمشكلات الشعرية التي شغلتالرومانسية عن الإنسان والوجود والفن، وما يرتبط بذلك كله من إعمالللخيال الذي هو سلاح الرومانسية الماضي.. كان علي محمود طه أولمن ثار على وحدة القافية ووحدة البحر، مؤكداً على الوحدة النفسيةللقصيدة، فقد كان يسعى – كما يقول الدكتور محمد حسين هيكل فيكتابه ثورة الأدب – أن تكون القصيدة بمثابة “فكرة أو صورة أو عاطفةيفيض بها القلب في صيغة متسقة من اللفظ تخاطب النفس وتصلإلى أعماقها من غير حاجة إلى كلفة ومشقة.. كان على محمود طه فيشعره ينشد للإنسان ويسعى للسلم والحرية؛ رافعاً من قيمة الجمالكقيمة إنسانية عليا..».
لحن وغنى له الموسيقار محمد عبد الوهاب عددا من قصائده مثلالجندول، وكليوباترا، فلسطين. تأثر طه بشعراء الرمزية أمثال بودلير،ألفريد دي فيني، شيللي، وجون مانسفيلد.
وقد ترك أثرا كبيرا على الشعراء الذين جاءوا بعده فقد كتب في جميعالأغراض التي شكلت ميداناً لغيره من الشعراء، كالغزل والرثاء والمدحوالفلسفة والحكمة والتأمل. وتنوعت قوافيه وفنونه، لكن أكثر ما يشدالقارئ هي تلك اللغة والصور الحسية التي يرسمها الشاعر فيقصائده ناهيك عن تلك النزعة الرومانسية التي بدت غامرة في ديوانهالملاح التائه والذي كان صدى لرغبات له واهتماماتهم، فيقول:
أيها الملَّاحُ قمْ واطوِ الشراعا = لِمَ نطوي لُجَّةَ الليل سراعَا ؟!!!
جَدِّفِ الآن بنا في هينةٍ = وجهة الشاطئ سيرًا واتباعَا
فغدًا يا صاحبي تأخذنا = موجةُ الأيام قذفًا واندفاعَا
عبثًا تقفوا خُطى الماضي الذي = خِلْتَ أنَّ البحرَ واراهُ ابتلاعَا
لم يكنْ غيرَ أويقاتِ هوًى = وقفتْ عن دورةِ الدهر انقطاعَا
فَتَمَهَّلْ، تسعد الرُّوحُ بما = وهِمَتْ، أو تطربِ النفسُ سماعا
وَدَعِ الليلةَ تمضي، إنها = لم تكنْ أولَ ما ولَّى وضاعا
سوف يبدو الفجرُ في آثارها = ثم يمضي، ودواليكَ تباعا
هذه الأرضُ انتشتْ مما بها = فغفتْ تحلُم بالخلدِ خداعا
قد طواها الليلُ حتى أوشكتْ = من عميقِ الصمتِ فيه أن تُراعا
إنَّهُ الصمتُ الذي في طيِّه = أسفرَ المجهولُ، والمستورُ ذاعا
سَمِعَتْ فيه هُتافَ المنتهَى= من وراءِ الغيب يُقريها الوداعا
أيها الأحياءُ، غنوا واطربوا = وانهبوا من غفلات الدهرِ ساعا
•••
آهِ، ما أروعَها من ليلةٍ = فاضَ في أرجائها السحرُ، وشاعَا !!!
نَفَخَ الحبُّ بها من روحِه = ورَمَى عن سِرِّها الخافي القناعَا
وجلا من صُوَرِ الحسنِ لنا = عبقريًّا لَبِقَ الفنِّ صنَاعا
نفحاتٌ رَقَص البحرُ لها = وهفَا النجمُ خُفوقًا والتماعَا
وسَرَى من جانبِ الأرض صدًى = حَرَّكَ العُشْبَ حنانًا واليراعا
بَعَثَ الأحلامَ من هجعتِها = كسرايا الطير نُفِّرْنَ ارتياعا
قُمْنَ بالشاطئِ من وادي الهوى = بنشيد الحبِّ يهتفنَ ابتداعا
•••
أيها الهاجرُ عزَّ الملتقى = وأذبتَ القلبَ صدًّا وامتناعا
أدركِ التائهَ في بحر الهوى = قبل أن يقتلَهُ الموجُ صراعا
وارعَ في الدنيا طريدًا شاردًا = عنه ضاقتْ رقعةُ الأرض اتساعا
ضلَّ في الليل سَراهُ، ومَضَى = لا يَرى في أفقٍ منه شعاعا
يجتوي اللافحَ من حرقته = وعذابٍ يشعلُ الرُّوحَ التياعا
والأسى الخالدَ من ماضٍ عفا = والهوى الثائرَ في قلبٍ تداعَى
فاجعلِ البحرَ أمانًا حوله = واملأ السهلَ سلامًا واليفاعَا
وامسحِ الآنَ على آلامه = بيدِ الرفقِ التي تمحو الدماعا
وَقُدِ الفلكَ إلى بَرِّ الرِّضَا = وانشُر الحبَّ على الفلك شراعا
في هذه القصيدة (الملاح التائه) تتبدى وحشة الشاعر وخوفه منالمجهول ورغبته الشديدة في اغتنام الفرصة والفوز بملذات الحياة قبلفوات الأوان.
يضم ديوان على محمود طه عدة مجموعات شعرية هي الملاح التائه،ليالي الملاح التائه، أفراح الوادي، أرواح وأشباح، زهر وخمر، الشوقالعائد، هي وهو صفحات من حب شرق وغرب.
الكتب التي صدرت عنه
كتاب أنور المعداوي ” علي محمود طه: الشاعر والإنسان “.
كتاب ” للسيد تقي الدين ” علي محمود طه، حياته وشعره “.
كتاب” محمد رضوان ” الملاح التائه علي طه “.
أشهر أعماله
الملاح التائه، عام 1934
ميلاد الشاعر.
الوحي الخالد.
ليالي الملاح التائه (1940).
أرواح وأشباح (1942).
شرق وغرب (1943).
زهر وخمر (1943).
أغنية الرياح الأربع (1943).
الشوق العائد (1945). وغيرها.
طبع ديوانه كاملاً في بيروت.
فلسطين
رثائيات
سيد درويش
الملك فيصل الأول
حافظ إبراهيم
أحمد شوقي
عدلي يكن
أمين المعلوف – بقصيدة “قبر شاعر“
على محمود طه يرثى نفسه: قد راعني موتك يا شاعري
الشاعر على محمود طه ولد في 3 أغسطس 1901 بالمنصورة، وهو منأعلام مدرسة أبولو التي أرست أسس الرومانسية في الشعر العربي،و صدر ديوانه الأول: “الملاح التائه” في عام 1934، ونشر بعده عدةقصائد في الرثائيات منها فلسطين وسيد درويش والملك فيصل الأولوحافظ إبراهيم وأحمد شوقي وعدلي يكن وأمين المعلوف وشكيبأرسلان وغيرهم.
لحن وغنى له الموسيقار محمد عبد الوهاب عددًا من قصائده مثل : “الجندول“، “كليوباتره“، “فلسطين“.
ويضم ديوان على محمود طه عدة مجموعات شعرية هي: “الملاحالتائه“، “ليالي الملاح التائه“، “أفراح الوادي“، “أرواح وأشباح“،“زهر وخمر“، “الشوق العائد“، وتوفى في 17 نوفمبر 1949 ودفنبمسقط رأسه في مدينة المنصورة.
يقول على محمود طه في قصيدته ” قبر شاعر“:
رفت عليه مورقات الغصون = وحفه العشب بنوَّارِهِ
ذلك قبرٌ لم تَشِدْهُ المنونْ = بل شادهُ الشعر بآثارِهِ
أقامه من لبنات الفنونْ = وزانهُ المجدُ بأحجارِهِ
ألقى به الشاعرُ عبءَ الشجونْ = وأودعَ القلبَ بأسرارِهِ
***
وجاورتْهُ نخلةٌ باسِقَةْ = تجثمُ في الوادي إلى جنبِهِ
كأنها الثاكلةُ الوامِقَةْ = تقضى مدى العمر إلى قربِهِ
تئنُّ فيها النسمةُ الخافِقَةْ = كأنَّما تخفقُ عن قلبِهِ
وتُرسلُ الأغنيةَ الشائِقَةْ = قمريةٌ ظلَّتْ على حبِّهِ
***
ويقبلُ الفجرُ الرقيقُ الإهابْ = يحنو على القبر بأضوَائِهِ
كأنَّما ينْشُدُ تحت الترابْ = لؤلؤةً تُزرى بلألَائِهِ
استلَّ منها الموتُ ذاك الشهابْ = غيرَ شعاعٍ، في الدجى تَائِهِ
يَظَلُّ يهفو فوق تلك الشعابْ = يطوف باليَنبوع من مَائِهِ
***
ويذهبُ النُّورُ ويأتي الظلَامْ = وتبزغ الأنجمُ في نسْقِهِ
حيرى تحوم الليلَ كالمستهَامْ = أسهرهُ الثائرُ من شوْقِهِ
تبحثُ عن نجمٍ بتلك الرجَامْ = هوتْ به الأقدارُ عن أفْقِهِ
أخٌ لها في الأرضِ ودَّ المقَامْ = وآثر الغربَ في شرْقِهِ
***
ويُطلقُ الطيرُ نشيد الصبَاحْ = بنغمةٍ تصدر عن حزْنِهِ
يَمُدُّ فوقَ القبرِ منه الجنَاحْ = ويرسل المنقارَ في ركْنِهِ
أفضى إلى الراقدِ فيه وبَاحْ = بأنَّهُ الملهمُ من فَنِّهِ
فمن قوافيهِ استمدَّ النواحْ = ومن أغانيه صدى لحْنِهِ
***
وحين تمضى نسماتُ الخرِيفْ = وتملأ الأرضَ رياحُ الشِّتَاءْ
ويقبلُ الليلُ الدُّجى المخِيفْ = فلا ترى نجمًا ينيرُ السَّمَاءْ
هناك لا غصنَ عليه ورِيفْ = يهفو، ولا طيرٌ يثيرُ الْغِنَاءْ
يظللُ الأرضَ الظلامُ الكثيفْ = كأنما تُمسى بوادي الْفَنَاءْ
***
يا شاعرًا ما جمعتني بِهِ = كواكبُ الليل وشمسُ النهَارْ
لكنَّه الشرقُ وفى حبِّهِ = ينأى بنا الشوقُ وتدنو الديَارْ
سكبتَ من شجوكَ في قلْبِهِ = ومن مآقيكَ الدموعَ الغزَارْ
فودَّ أنْ لو نمت في ترْبِهِ = ليشفي النفسَ بهذا الجوَارْ
***
صوَّرَ لى القبرَ الذى تنزلُ = تَخَيُّلُ الشعرِ ووحى الشعُورْ
فجئتُ للقبر بما يجملُ = من صُوَرِ الدنيا الفَتونِ الغَرورْ
قل لى بحقِّ الموتِ ما يفعلُ = بالشاعرِ الموتُ وهذى القبورْ؟
وهل وراءَ الموتِ ما نجهلُ = من عالم الرُّجعى ويوم النشورْ؟
***
قد راعني موتُكَ، يا شاعري = في ميعةِ العمرِ وفجرِ الشبابْ
وهزني ما فاضَ من خاطرِ = كان ينابيعَ البيانِ العذابْ
ونفثاتُ القلم الساحرِ = في جوبكَ الأفق وطي السحابْ
ووقفه بالكوكبِ الحائرِ = رأى بساطَ الريح يدنو فهابْ
***
لكنَّهُ شعركَ لمَّا يَزَلْ = يُردِّدُ الكونُ أناشيدَهُ
شعرٌ كصوبِ الغيثِ أنَّى نزَلْ = أرقصَ في الروض أماليدَهُ
وعلَّم الطيرَ الهوى والغزَلْ = فأسمعَ الزهرَ أغاريدَهُ
وَغَنَّتِ الريحُ به في الْجَبَلْ = فحركتْ منهُ جلاميدَهُ
***
يا قبرُ لم تُبصركَ عيني = وَلَا رأتك إلَّا في ثنايا الخيَالْ
ملأتَ بالروعِ فؤادًا خَلَا = إلَّا من الحُبِّ ونورِ الجمَالْ
أوحيتَ لى سرَّ الرَّدَى فانجلى = عن عينيَ الشكُّ وليلُ الضلَالْ
غدًا ستطوى القلبَ أيدى البِلَى = ويقنصُ النجمَ عقابُ الليَالْ
***
وهكذا تمضى ليالي الحيَاهْ = والقبرُ ما زالَ على حَالِهِ
دنيا من الوهمِ ودهرٌ ترَاهْ = يُغرِّرُ القلبَ بآمَالِهِ
يسخرُ من مبتسمات الشفَاهْ = وجامدِ الدمع وسَيَّالِهِ
دهرٌ على العالم دارتْ رحَاهْ = فلم تَدَعْ رسمًا لأطلَالِهِ
و لعل قصيدة الجندول التي غناها محمد عبد الوهاب وهي من أجملالقصائد في الشعر العربي الحديث بل أنها كانت السبب في شهرةالشاعر.
الجنـــــــدول
أين من عينيّ هاتيك المجالي = يا عروس البحر يا حلم الخيال ؟!!!
أين عشاقك سمّار الليالـي = أين من واديك يا مهد الجمال ؟!!!
موكب الغيد وعيد الكرنفال = وسري الجندول في عرض القـنال
بين كأس يتشهى الكرم خمره = وحبيب يتمني الكأس ثغره
التقت عيني به أولّ مرّه = فعرفت الحب من أولّ نظره
أين من عينيّ هاتيك المجالي = يا عروس البحر يا حلم الخيال ؟!!!
مرّ بي مستضحكا في قرب ساقي= يمزج الراح بأقداح رقاق
قد قصدناه علي غير اتفاق= فنظرنا وابتسمنا للتلاقي
وهو يستهدي علي المفرق زهره= ويسوى بيد الفتنة شعره
حين مســت شــفتي أول قطره = خلته ذوّب في كأسي عطره
أين من عينيّ هاتيك المجالي = يا عروس البحر يا حلم الخيال ؟!!!
ذهبي الشعر شرقي السمات = مرح الأعطاف حلو اللفتات
كلما قلت له خـذ قال هـات= يا حبيب الروح يا أنس الحياة
أنا من ضيع في الأوهـــــام عمره = نسي التاريخ أم أنسي ذكره
غير يوم لم يعد يذكر غيره = يوم أنّ قابلته أولّ مرّه
أين من عينيّ هاتيك المجالي = يا عروس البحر يا حلم الخيال ؟!!!
قال من أين وأصغي ورنا = قلت مـن مصر غريب ههنـا
قال إن كنت غريبا فأنا = لم تكن فينيسيا لـيّ موطنا
أين مني الآن أحلام البحيرة = وسمــاءُُُُُ كست الشطـآن نضرة ؟!!!
منزلـــي منهــا علــي قمــة صخــــــــرة = ذات عين مــن معـــينالمــــــــاء ثـــــــّره
أين من عينيّ هاتيك المجالي = يا عروس البحر يا حلم الخيال ؟!!!
قلت والنشوة تسري في = هاجت الذكري فأين الهرمان ؟!!!
أين وادي السحر صداح المغاني ؟!!! = أين ماء النيل أين الضفتان؟!!!
آه لو كنت معي نختال عبره = بشراع تسبح الأنجم إثره
حيث يــــروي المـــــوج في أرخـــم نبـــــره = حلم ليل مـن لياليكليوباتره
أين من عينيّ هاتيك المجالي = يا عروس البحر يا حلم الخيال ؟!!!
أيها الملاح قـف بين الجسور = فتنة الدنيا وأحلام الدهور
صفـق الموج لولدان وحور = يغرقون الليل فــي ينبوع نور
مـا تري الأغيد وضاء الأسره= دق ّ بالساق وقد أسلم صدره
لمحب لف بالساعد خصره= ليت هذا الليل لا يطلع فجره
أين من عينيّ هاتيك المجالي = يا عروس البحر يا حلم الخيال ؟!!!
رقـص الجندول كالنجــم الوضيّ = فاشدُ يا مـــلاّح بالصوت الشجي
وترنـًّم بالنشيد الوثني= هــــذه الليلـــــة حلم العبقري
شاعـت الفرحة فيهـا والمسرّه = وجــلا الحـــــبٌّ علــي العشاقســـــــرّه
يمنــةً مِـل ْ بــــي علــــي المـــــاء ويســره= إن للجـــــندول تحــــــتالليــل سحــــره
أين يا فينسيا هاتيك المجالــي = أين عشاقك سمّار الليالي
أين من عينيّ يا مهد الجمال = موكب الغيد وعيد الكرنفال
يا عروس البحر يا حلم الخيال
وفاته
كان قضاء الله أسبق على علي محمود طه فما كاد يفرغ نفسه للشعرحتى عاجله القدر، فقد مات علي محمود طه في 17 نوفمبر سنة1949 إثر مرض قصير “شلل نصفي مفاجئ” لم يمهله كثيراً وهو فيقمة عطائه وقمة شبابه، ودفن بمسقط رأسه بمدينة المنصورة مدينةالعباقرة، ورغم افتتانه الشديد بالمرأَة وقصائده حولها إلا أنه لم يتزوجفرحل عن الدنيا وهو في الثامنة والأربعين!
بقلم / الشاعر الدكتور والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه..شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة