ثقافه وفكر حر
من اختيارات التربوي المتقاعد عوني عارف قصة القول: “”بعدوا بركبنا بعدسة القناص””
صحيفة “هآرتس” عاملة مُقابلات مع القنّاصين اللي طخّوا المتظاهرين ع الجدار خلال مظاهرات العودة في غزّة قبل فترة وخلال هاي المٌقابلات، وافق 6 جنود قنّاصة يقابلوا، وبحكوا بوضوح كيف كانت الأمور ع غلاف غزّة: الجندي بيقول أول ما وصل، كان في واحد مسجّل رقم قياسي 11 رُكبة، وبيقول خلال أول ساعة كسرت الرقم القياسيّ وجبت 24 رُكبة. ولمّا بسألوه وينتا كان أكثر إشي بيجاوب: يوم نقل السفارة الأمريكيّة، 54 رُكبة بيوم واحد. وشو ؟ بيقول حرفيًا:
بشكل عام في اثنين، واحد قنّاص والثاني مستطلع. المُستطلع اللي معي، ما كان معه رُكب، يومها شفت حالي جايب فوق 50 ركبة، قرّرت أعطيه مجال ويومها روّح ب28 رُكبة. وبوحدة من القصص، بيقول إنّه في مُتظاهر كان واقف قبالي، الضابط ع يمينيّ، الجنود حواليّ، وكلّه بستنّى، أن أضغط، لحد ما شفت بالعدسة كيف رُكبتة بتتفتّت ارتحت. بتعرفوا شو يعني رُكبة ؟ يعني الإشي اللي حاملنا، اللي مخلّينا واقفين ع إجرينا، هو نفس الإشي، اللي بيعدّوه جنود دولة اليهود أرقام، بتباهوا فيها قدّام بعض وبيسجلوا أرقام قياسيّة، زي كيف كنّا واحنا صغار نلعب بنانير الCHلال ، بالضبط هيك.
بس هاي رُكب ناس، إجرينا، أجسادنا، قدراتنا، إعاقاتنا،كيف كانوا يعدّوا “رُكب”، رُكب ناس وقصص إعاقة وعكاكيز، ويروحوا يقعدوا بعدين بكزتو يزايدوا ع بعض، يسجلوا رُكب ويتنافسوا، ع مين بعمل مُعاقين أكثر منّ أبناء غزة .
في إشي وانت تقرأ هذا التقرير بوجّع، بدّي أسأل، وين الدبلوماسية ؟ وين الوزارات السفارات الفلسطينيّة تحمل هاي التقارير ع كُل زاوية بالعالم ؟ مهو بكُل زاوية بالعالم في سفارة، وسفير. شو بتعملوا ؟ شو شغلكم ؟ في حدا ناوي ع الأقل يحكي عنّا كيف عم نموت ؟ في حدا ناوي يقول إنّه غزّة قطعة محاصرة وصارت منطقة صيد وتجريب سلاح ؟
التقرير من أشهر نشر ، و أعادوا نشره مع نهاية العام. أعادوا نشره عشان نرجع نقرأ، رُكبنا، 8000 إصابة، 8000 شاب وصبية صاروا من ذوي الاحتياجات الخاصة، بقدروش يركضوا وبقدروش يلعبوا وبقدروش يسبحوا. وهُناك، ورا السياج، في جنود وضباط مجردين من الإنسانية والاحساس
بعدّوا رُكبنا بعدسة القنّاص…
صعب هذا الوضع، بقلق حسبنا الله ونعم الوكيل