عيسى بن مريم عبدالله ورسوله، وأحد أولي العزم جدير بالاحتفاء اهتماما، وبالاحتفال بهجة وسرورا.
على لسانه جاءت بشارة قدوم رسولنا ، ومن بين سطور إنجيله الصافي من كدر التحريف جاءت عبارة ( ليس بالخبز وحده يحي الإنسان)
أجل ،
فعجز الخبز لا يعني منقصة له، ولا استجياعا في حضوره، بل هو الاستكمال مع دور القلب الذي يظل وعاء يعي عقيدة التوحيد، وماعونا يبثها أنشودة في حب الخالق ونصره ، والفرار إليه. سأل عليه السلام الحواريين قائلا: من أنصاري إلى الله؟ وعندما قوبل بالإيجاب دعا إلى محبة الأعداء.
ذلكم هو عيسى عليه السلام ، وتكلم هي قبسات من درر ما حمل من التنزيل .
لم لا تعمر قلوبنا فرحة ميلاده عليه السلام ، ولم لا نذكرها مآثر لإحياء التاريخ، بين قلوب صغارنا، سليما من شوائب الضلال ، ومفهومات التحريف ، والقول بغير علم.
حبيبنا وقرة أعيننا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم هو بشارة عيسى عليه السلام لينتقل بالبشرية إلى مرحلة الشرعة والمنهاج ، وليقيم بناء الدعوة الخاتمة إكمالا لمراحل سبقت ، وإتماما لسلسة اتصلت حبات مسبحتها رحمة للعالمين.
وضعت الأقلام، وجفت الصحف، واعتلا القلب منصة القيادة ورسم خطوط المسار، وحدد سرعة السير ، للرزق (نمشي) في مناكبها، وللعبادة (نسعى) بذكر الله ، وللمغفرة (نسارع) ، أما إلى الله ( الفرار).
دعوة القرءان جعلت من صلاح القلب صلاح الجسد سيرة وسريرة، ومن نصر الله شرطا لنصر العباد .
مفهومنا للإنسان في الإسلام هو خليفة الله على الأرض لا نكرهه بل نكره سيئات أعماله ، فما نهانا الله عن بر من لم يقاتلونا في الدين، والقتال في الدين تنداح دوائره، فالرسول صلى الله عليه وسلم قاده حبه في الإنسانية لجاره اليهودي إلى زيارته عندما رأى انقطاعا للأوساخ التي اعتاد اليهودي وضعها أمام بيت النبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ولم يمنعه من ذلك سوى المرض.
نسأل الله عز وجل أن يلهمنا صواب القول والعمل ، والدعوة على بصيرة، والجدال بالتي هي أحسن إلى أن نسوق جدالنا إلى مضارب الحوار ، وهو ولي ذلك والقادر عليه.
