مقالات
النزاع المسلح بين أرمينيا وأذربيجان على إقليم ناغورني كاراباخ(أ.د. حنا عيسى)
أرمينيا: والاسم الرسمي لها هو جمهورية أرمينيا، وهي بلد جبلي غير ساحلي يقع في القوقاز في أوراسيا، حيث تتوضع عند ملتقى غرب آسيا وشرق أوروبا، تحدها تركيا من الغرب وجورجيا من الشمال وجمهورية الأمر الواقع جمهورية ناغورني قره باغ (أرتساخ) وآذربيجان في الشرق، أما من الجنوب فتحدها إيران ومكتنف ناخيتشيفان الأذربيجاني. وأرمينيا جمهورية سابقة من الاتحاد السوفيتي، وحاليًا تحكمها الديمقراطية والتعددية الحزبية وهي دولة قومية ذات تراث ثقافي ضارب في التاريخ. كانت مملكة أرمينيا أول دولة تعتمد المسيحية دينًا لها في السنوات الأولى من القرن الرابع (التاريخ التقليدي 301م). تعترف جمهورية أرمينيا الحديثة بالكنيسة الأرمنية الرسولية كنيسة وطنية لأرمينيا. (المساحة:29،743كم2) (السكان :3مليون نسمة).
أذربيجان: أو رسميًا جمهورية أذربيجان، وهي واحدة من ست دول تركية مستقلة في منطقة القوقاز في أوراسيا. تقع في مفترق الطرق بين أوروبا الشرقية وآسيا الغربية، ويحدها بحر قزوين إلى الشرق وروسيا من الشمال وجورجيا إلى الشمال الغربي وأرمينيا إلى الغرب وإيران في الجنوب. يحد مكتنف ناخيتشيفان أرمينيا في الشمال والشرق وإيران إلى الجنوب والغرب بينما تحد تركيا بحدود قصيرة في الشمال الغربي. تحاط الوصائد كاركي ويوخاري أوسكيبارا وبروخودارلي وسوفولو بأرمينيا والتي تسيطر عليها منذ حرب ناغورني قره باغ (أرتساخ). وأذربيجان دولة ذات غالبية عرقية تركية ودينية مسلمة. الدولة رسمياً علمانية وجمهورية موحدة مع تراث ثقافي وتاريخي قديم. كانت أذربيجان أول محاولة لاقامة جمهورية ديمقراطية وعلمانية في العالم الإسلامي.
ما فتئ النزاع بين أرمينيا وأذربيجان على إقليم ناغورنو كاراباخ يمثِّل عاملًا من عوامل عدم الاستقرار الإقليمي والدولي، وكلما تفجَّر هذا النزاع انشغل العالم به، وذلك لما يستشعره من خطورة، لاسيَّما أن امتداداته الجيوسياسية تستنفر العواصم الكبرى خشية اتساع نطاقه وتحوله إلى حرب بالوكالة بين دول تريد تصفية حسابات بعضها بعضًا في أماكن وملفات أخرى. هذا التقرير الذي نشره مركز الجزيرة للدراسات عام 2016 تناول أحد جوانب هذا الصراع من زاوية تأثيره – حينما تجدد آنذاك- على العلاقات الروسية-التركية، ونعيد نشره للإفادة من كثير من معطياته التي لا تزال قادرة على إنارة أبعاد وخلفيات كثيرة في هذا النزاع القديم المتجدد. (المساحة 86،600كم2) (السكان:10 مليون نسمة).
ناغورني كاراباخ: ساحة صراع متجددة
ما فتئ النزاع بين أرمينيا وأذربيجان على إقليم ناغورنو كاراباخ يمثِّل عاملًا من عوامل عدم الاستقرار الإقليمي والدولي، وكلما تفجَّر هذا النزاع انشغل العالم به، وذلك لما يستشعره من خطورة، لاسيَّما أن امتداداته الجيوسياسية تستنفر العواصم الكبرى خشية اتساع نطاقه وتحوله إلى حرب بالوكالة بين دول تريد تصفية حسابات بعضها بعضًا في أماكن وملفات أخرى. وخضع إقليم ناغورنو كاراباخ الذي تسكنه أغلبية أرمنية وأقلية أذريَّة لسيطرة روسيا القيصرية في نهايات القرن التاسع عشر، ثم أُلحق بعد الثورة البلشفية بجمهورية أذربيجان متمتعًا بحكم ذاتي استمر حتى سقوط الاتحاد السوفيتي السابق. ومع مطالبات الاستقلال وإعلان الأرمن في الإقليم سلطة محلية مستقلة عام 1991، ألغت أذربيجان الحكم الذاتي وخاضت حربًا ضد المجموعات الأرمنية الانفصالية، توسَّعت لتصبح حربًا مع أرمينيا التي قدمت لهم الدعم العسكري واللوجستي.
نَجَمَ عن الحرب التي استمرت بين 1992-1994 خسارة أذربيجان للإقليم إضافة لِستِّ مناطق أخرى كانت تخضع لسيطرتها، فضلًا عن سقوط 30.000 قتيل وتهجير ما يقرب من مليون شخص من المناطق المجاورة غالبيتهم من الأذريين.
لم تنته الحرب باتفاق سلام نهائي يحل المشكلة رغم اعتبار الأمم المتحدة أرمينيا دولة محتلة لأراض أذرية، كما أنشأت منظمة الأمن والتعاون الأوروبية (OSCE) مجموعة “مينسك” بعضوية كل من الولايات المتحدة الأميركية وروسيا وفرنسا لمتابعة جهود حلِّ مشكلة الإقليم دون إنجازات تُذكَر. لذلك فقد تجدد الصراع في الإقليم أكثر من مرة.
ويعتبر النزاع في إقليم ناغورنو كاراباخ أحد الأمثلة على الصراعات العِرقية-الحضارية التي نشبت بعد نهاية الحرب الباردة مباشرة، كنزاعات محلية بتأثيرات إقليمية أو دولية؛ حيث شاركت فيه أو تأثَّرت به عدَّة دول إقليمية وعالمية، مثل أذربيجان، وأرمينيا، وتركيا، وروسيا، وإيران، وجورجيا، ثم أيضًا الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا وبريطانيا واليابان. (المساحة 4،402كم2) (السكان:150،000 ألف نسمة).