مقالات

يحكى أن / بقلم فاطمة كمون – تونس

تعال نلتقي الآن , لا تخف الرقيب، فقد أثملته الأحجيات ولا تحسب الوقت فساعات مدينتي كلها معطلة، إن قبلت دعوتي ، اعدك انني سأحتضن الشمس من زمن غروبها حتى إيذان إنبلاجها لتدفئك طول السمر…، سأكون شهرزاد العصر،..أحكي لك عن قصص العشق والسفر..أسكب لك من الندى قطرات شاي،.. على ان لا تنظر إليّ، حتى لا تعقد لساني ليتضح قولي، سأمارس هواية الاعتراف أمام صمتك, جرب لمرة أن تتصرف وكأن لا شيء لك تخسره ، أنفض عني أسئلتي المتكررة غبار المشاكسة , وحده المساء يعرف حقيقة العطور والغواية، ويعرف متى أرتب ملامحي , قبل أن أعود الى رشد الزمن دون تكلس وانزع ألوان قزح الزائفة واصبح بيضاء دون صك كاهن ولا أخشى تطاير الرماد، في الليل ارغب بالمشي على أقدامي حافية ،لا تقربني أشواك الأرض، فالصبار أقرض ابره ريشات حبر لكتابة الأخبار، حتى الديدان فرشت لي موضع قدميّ حريرا وعاهدتني ان تمشي معي الى أخر مسار العمر وتتغذى من أشلاء ذكرياتي التي نفضتها عاصفة الروح…تعال الآن ما دمت اجدد الدعوة قبل أن أشرد وأثمل من عينيك حين تسكب علي نظراتك ، تعال قبل أن ترهقني مطبات البوح وتتشقق شفتايّ من قسوة الواقع ويمرح النبض في دمي وقبل ان يكبلني الكبرياء ويلون الكلمات واصبح أشبهني ولست أنا..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق