مكتبة الأدب العربي و العالمي

روائح الافكار

ابو البراء اسماعيل العمرو

قديماً كنا نحكم على الاشخاص من ناحية النظافة ظاهرياً ، نرى ثيابة نظيفة وقد يكون يستخدم ماركة عطر فرنسي نفاذة جميلة او عطر الكادحين ( الكالونيا) ، لكن مع ظهور وسائل التواصل والقنوات الفضائية والمنصات الإعلامية المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي ، اختلفت مقاييس وأنواع الروائح ، فما أن يغرد شخص ما بتغريدة تويتر أو غيره حتى تشم منه رائحة عنصرية إقليمية قذرة ، أو حقد أسود دفين على شعب من شعوب المنطقة يكاد حذاء اصغر طفل منهم يشرف جبينه ، فلا يغتر أحد بمظاهر بعض الشخصيات في أي مجتمع فقد تُخفي شخصيته المنمقة ووجههُ الأمرد المعطر وسيارته الفارهةِ وربطة عنق مميزة أو مركزه الوظيفي رائحة فكرية نتنّة فوق نتانةِ تمجيده للنتن إياهُ ، تحية لكل رجل أو إمرأة نظافة قلبه أو قلبها تسبق نظافة الثياب ووسائل الحضارة الأخرى ، لقد كشفت وسائل التواصل ما في الصدور والجماجم ، فالسياسة حرباءة أصبحت الوانها زائفة ، وحبذا لو تغيرت الوان الأعلام الكاذبه ، فلا عاد الاسود يمثل وقائعنا فنحن من تقنعنا السواد في كل حروبنا ولا عاد الأخضر يعني خصب أرضنا فقد امحلت بعد الربيع العربي وما تلاه من انتداب القَتَلة ، ولا عاد الابيض يرمز لنقاء سرائرنا بعد ان ران السواد في بعض القلوب ، ولا عاد الأحمر يمثل مواضينا ( سيوفنا ) بعد أن تثلمت بقتل الشعوب ، وتحولت الى خشب . رحم الله الشاعر نزار قباني الذي قال :
أتيت من رحم الأحزان ….يا وطني
أقبل الارض والأبواب والشهبا
قبر خالد في حمص نلامسه
فيرجف القبر من زواره غضبا
يا ابن الوليد… ألا سيف تؤجره
فكل أسيافنا قد اصبحت خشبا
——————-
ابو البراء اسماعيل العمرو
3/7/2020
#الرياض #عمان #القدس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق