؟! غزة ليست في حاجة الى مزيد من البؤس والشقاء والحزن ! أين عدالتكم وتقواكم وهتافاتكم وانسانيتكم وأعلامكم وشعاراتكم ؟! من ناحية اخرى أين هي المنظمات الأممية الإنسانية الدولية ؟! أين سيارات اسعافكم وأطبائكم مما يحدث ؟! أعني المنظمات ذات الطابع الإنساني التابعة للأمم المتحدة : منظممة حقوق الانسان ومنظمة الصليب الأحمر ومنظمة أطباء بلا حدود ! ما هو دوركم الانساني وما هي واجباتكم ؟! وكما نعلم فإن مهام وواجبات هذه المنظمات تتلخص في المساعدة في إنقاذ حياة المدنيين الأبرياء غير المحاربين وانقاذهم من براثن الموت مرضا أو جوعا أو خوفا ! أي انقاذ الأطفال والشيوخ والعجائز والمعاقين وامدادهم بأسباب البقاء على قيد الحياة ! سواء بالعناية الصحية أو بتزويدهم بالغذاء والكساء أو بابعادهم وعزلهم عن مناطق الحروب والكوارث والأخطار ! في قطاع غزة المحاصر بجميع وسائل القهر والموت والشقاء يموت عدد كبير من الأطفال وكبار السن ! وهذا أمر طبيعي وقدر لا نستطيع رده أو الاعتراض عليه ! لكن عندما يموت المسن أو الطفل أو الرضيع نتيجة اهمال او تقصير يكون الالم اكبر وتكون الحسرة موجعة لأهله وللمجتمع خاصة اذا كانت هناك امكانية لإنقاذه ! طغل رضيع برئ عمره ثمانية أشهر فقط كان في حاجة لاجراء عملية جراحية عاجلة في القلب ! اغلقت المعابر وقطعت علاقات التنسيق بين السلطة والكيان الصهيون فمات الطفل البرئ ! والسؤال المطروح على اهل الحل والعقد والمسئولين في الشمال والجنوب : (وكنت أود طرحه منذ زمن) : لماذا تصر الجهات المسئولة على التعامل مع جهة واحدة للعلاج في مستشفياتها (دولة الاحتلال) ؟! ولماذا لا يكون هناك بديل لهذه المستشفيات في بلد اخر اذا لم نتمكن من التنسيق العاجل أو جرى التلكؤ واستغلال المواقف من قبل الاحتلال لتحقيق أهداف وأمور أخرى ؟! والسؤال الثاني المهم : اين هي المنظمات الدولية التي أشرنا إليها ؟! لماذا لم تتدخل وتساعد في إنقاذ حياة ذلك الرضيع البرئ ؟! اين سيارات الصليب الاحمر واين سيارات وامكانيات منظمة اطباء بلا حدود واين نشاطات وتنسيقات منظمة حقوق الانسان ؟! لماذا لم يتجاوزوا المعابر والقوانين الجائرة وينقلون الرضيع بسرعة الى اقرب مستشفى واقرب مكان للعلاج ؟! أليس ذلك ما يقومون به في بلاد الدنيا ؟! اليس ذلك العمل من صميم واجباتهم ومهامهم الإنسانية ؟! وماذا لو كان ذلك الرضيع ابن او ابنة (الشيخ) فلان ؟! او ابن المتنفذ فلان ؟! لنقلته طائرة الهليوكبتر بسرعة فائقة إلى مستشفى (٠٠٠) واجريت له العملية خلال ساعة واحدة ! ألأنه ابن عائلة فلسطينية عادية أهمل ٠٠ ومات ؟! سؤال محرج اليس كذلك ؟! اذن تحسسوا لحاكم وربطات عنقكم واتقوا الله أيها المنافقون ! نحن لا نريد أن نتهمكم أو نتهم أية جهة أخرى بالتقصير ! لكن من حقنا أن نقلق ونتساءل : هل سيتم تلافي المصائب والأخطاء ؟! ام أننا سنكرر ماحدث ونفجع بموت أبرياء آخرين ؟
