اقلام حرةالرئيسية

التصوف أخلاق وأذواق وأشواق (أ.د. حنا عيسى)

( الفنان يطلب الجمال .. والمفكر يطلب الحقيقة .. والثائر السياسي يطلب العدالة .. والصوفي العارف يطلب الله .. وهم قد اختلفوا في الظاهر ولكنهم ما اختلفوا في الحقيقة .. فإن الحق العدل البديع الجميل كلها من أسماء الله.. وعليه ، فإن التصوف مبني على ثلاث خصال : التمسك بالفقر والافتقار ، والتحقق بالبذل والإيثار ، وترك التعرض والاختيار)
كان يقول لولده قبل أن يصاحب الصوفية .” يا ولدي عليك بالحديث ، وإياك ومجالسة هؤلاء الذين سموا انفسهم صوفية ، فأنهم ربما كان احدهم جاهلا بأحكام دينه “. فلما صحب ابا حمزة البغدادي وعرف احوال القوم ، اصبح يقول لولده :” يا ولدي عليك بمجالسة هؤلاء القوم ، فإنهم زادوا علينا بكثرة العلم والمراقبة والخشية والزهد وعلو الهمة “( الامام احمد بن حنبيل ).
(اتجاه نفساني في الفلسفة الإسلامية نشأ في القرن الثامن الميلادي كتعبير عن احتجاج الجماهير الشعبية السلبي على الظلم الإقطاعي وقد سمي هذا المذهب بالصوفية لأن دعاته كانوا لما اختصوا به من الزهد يرتدون الثياب الخشنة المصنوعة من الصوف وتشكل الدعوة الى التقشف والتأمل الباطني والامتناع عن النشاط العلمي الفعال في الحياة الاجتماعية الخصائص الأساسية للصوفية. فالصوفية ليست مذهبا موحدا بل هي عدة ، لكنها آمنت كلها بمذهبي الحلول والتوحيد. فالحلوليين يؤمنون بان الله هو الوجود الواقعي الوحيد ، أما الأشياء والظواهر المادية فيعدونها فيضا منه ، وان هدف الحياة الأسمى هو امتزاج روح الإنسان بالذات الإلهية وهو الطريق الوحيد لإدراك الحقيقة و لا يتم إلا بأمانة الحواس والامتناع عن كل ما هو دينوي ، أما التوحيديين الذين تفرعت عنهم مذاهب عدة كالدروز والمعتزلة فيرون في الكون و الأشياء تجسيدا مطلقا للروح الإلهية اللا متناهية و لا شيء خارج هذا التجسيد العظيم او فوقه و ما الموت الى اتحاد عظيم بالكون الذي هو الصورة المطلقة لله).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق