اقلام حرة

يوميات العزلة من الكورونا

كتب الاعلامي عرفان عرب / بريطانيا

 

اليوم 34 (26/4/2020)

كان اليوم مرتبكًا بعد عدة ايّام من الارتياح والنشاط والحيوية، رغم روعة الطقس وجماله وكأنه يوم زائر من الصيف.

ولكن فجأة وبدون سابق إنذار، بدا وكأن العزلة قد رفعت والإغلاق قد الغي، بعد ايّام من الهدوء النسبي ما عدا زقزقة او “سقسقة” العصافير كما يحلو للبعض تسميتها، وشدو الطيور وخرير المياه من النافورة التي تنساب مياهها برفق الى البركة الصغيرة.

فجأة عند الظهر ضج المكان وخاصة في الحديقة بضحكات وقهقهات وصراخ من حديقة احد الجيران، يبدو ان حفلة غداء اندلعت في الجوار ، شيء لم نعتد عليه منذ مدة.

ومن الواضح ان جارنا زاره أولاده الثلاثة وزوجاتهم وأحفادهم وربما اخرون ولمناسبة او ما كسروا العزلة والإغلاق وكل الاجراءات، غير عابئين بالكورونا وأبو الكورونا، ولا حكومة جونسون الذي بشرونا انه سيعود الى مكتبه عشرة داوننغ ستريت غدا! حمد الله على السلامة. بصراحة ما اشتقنا لك ولا لتخبيصاتك، وتمتماتك وكذباتك. جماعتك ما بيعرفوا يكذبوا مثلك، انت أسطى يا بوجو!!!

اعود الى الحفلة الصارخة الكاسرة للعزلة والهدوء، وإذ الجيران الآخرون تشجعوا بالضجيج والضوضاء والجلبة والصخب والصراخ والصياح والقهقهة والضحك (يبدو انني ابالغ قليلا؟!! قليلا بس؟!!) وزادوا عليهم، وأصبحنا نحن بين المطرقة والسندان.
قلت لنفسي اكيد حسدت حالك او حدا حسدنا من؟؟ اعترفوا!!
وهنا قلت لنفسي يبدو انك تعودت على العزلة والاغلاق والهدوء، وأصبحت أذنتاي شديدتي الحساسية ومرهفتين الى درجة أني بت اسمع صوت النمل.

بصراحة توترت واضطررت الى الهروب من الحديقة والجو الرائع الى داخل البيت وبحثت عن أشياء أصلحها او أرتبها. ووجدت خزانة صغيرة كانت زوجتي طلبت مني منذ مدة إصلاحها، وحاولت لكنني لم أوفق بشكل جيد، فزادني ذلك نرفزة.

فقررنا الخروج من البيت لتقديم هدية بعيد ميلاد صديقة لنا تبعد عنا بالسيارة حوالي ربع ساعة، وضعنا الهدية على عتبة الباب ورنت زوجتي الجرس وابتعدنا عن الباب اكثر من مترين، خرجت هي وزوجها وطلبا منا الدخول لكننا اعتذرنا، وتحادثنا لمدة ربع ساعة هما عند الباب ونحن في منتصف الممر. غادرنا وعدنا لشراء بعض الحاجات.

الخلاصة كان يوما زفتا مليئا بالتوتر، وتمنيت ان تبقى العزلة بهدوئها الى ما لانهاية، بعد ضجيج اليوم (أكرر اسماء الضجيج وإلا بلا؟!) ومن المؤكد ان الحكومة لن تخفف الاجراءات قريبا. وبعد ضوضاء اليوم انا معها للحكومة. سأنام وضجيج الجيران يصم الآذان.

غدا اول يوم عمل من المنزل، ومعنى ذلك عودة للشغل من البيت وما في حديقة الا وقت الاستراحة. لنرى

ربما تكون هذه اخر يومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق