الرئيسيةمكتبة الأدب العربي و العالمي

حكايا من القرايا / عمر عبد الرحمن نمر

لا أدري لماذا تذكرت الروائي الكولومبي الرائع جابريل جارسيا ماركيز وروايته” الحب في زمن الكوليرا ” … تذكرتها عصر أمس، وأنا أتفقد الفول الذي زرعته… وصرت أدندن ” الفول في زمن الكورونا “… ثم بدأت أفكر: هل هذا تناصّ؟ أم تقليد؟ أم هي تداعيات؟ ربما هذا كله… وربما لا شيء من هذا… وربما…!

زرعنا الفول في حديقة قاع الدار، وبعد أسبوع زرعناه في (حاتشورة) حاكورة الدار… ونحن نمنّي النفس، بقليه مع البيض، أو خلطه يَخْنة مع اللبن، حيث يتلوّن الأبيض بالخَضار، أو جعله ربيعيّة، بخلط بياض الأرز مع خَضاره… وقلنا لندع محصول فول (الحاتشورة) هدايا للأصدقاء، ولنسلق قسماً منه ( ديوك)، وقسم آخر نخصصه للشوي (هويسة)…

فول قاع الدار – ما شاء الله – طلع طلعة غير شِكِل، وصار طول الزلام، ونوّر – ما شاء الله – صار هِجِّة نوّار، من ساسه لراسه… فكرت: لو يَعقد نوّار هذا الفول، لكفّى قرية بحالها… أما فول (الحاتشورة) – يا ويلي عليه – انزرع من هون وقبل ما يِنْبِز، الدنيا دير مطر عليه، مطر وبرد، انزرع وهات يطلع، ولكن بالأخير شمّست الدنيا شوي، نَبَز… وما زال قصيراً… مش مشكلة… الفولات بقاع الدار بعوّظن…

وعمرو زين ما كمل، أجت رياح شرقية عاتية، ومطر غزير… قمت من النوم، وشفت وريتني ما شفت… الفولات اللي ما شا الله عنهن… صرن حصيرة… نام الفول… نام الفول بنوّاره… سألت: قالوا لي، لا تهتم سيصحى لحالو… وسيقوم، وسيعقد… وكل صباح بتفقّده، وبحاول أسنده وأصحّيه، لكن تقول (متشسور) مكسور عليه نوم شهر… مش قابل يقوم…

فولات (الحاتشورة) كأنهن صورة كاريكاتور، ويا قشيلي شو بدّ ي أقول للأصدقاء الذين ينتظرون هديتي لهم فولاً… كل واحد كنت ألاقيه، أسأله: زارع فول السنة؟ وعندما يجيب بالنفي، كنت أدقّ له على صدري، ولا يهمّك فولاتك من عندي، لا تزرع… ودايما يسألوني عن مدى صدق تعهدي… وفولات الدار نايمات… وفولات (الحاتشورة) طول فتر… ومنورات… قلت في نفسي ” فول زمن الكورونا ” وتذكرت المثل اللي بقول: ” لا تقول فول إلا تا تحط بالعدول”… وبلاش تقول ” فولة وانقسمت نصّين ” لأنه نص قاع الدار غير عن نصّ (الحاتشورة)… إجمالاً ” كل فولة وإلها كيّالها” اللهم عافنا من الكارونا يا رب… وسلمنا من الوباء… وهذا خير كثير…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق