الرئيسيةشعر وشعراء

من سلسلة (من البحر إلى النهر) عروس الغور (بيسان)

بقلم / جواد يونس

 

لمّا تجلَّت للفَتى (بِيسانُ) *** كتبَ القصيدةَ دمعيَ الهتّانُ

هيَ جنَّةُ الأرضِ التي مِن حَولِها *** لِلعالَمينَ يُبارِكُ الدَّيّانُ

تزهو بنخلٍ باسقٍ لا يَنحني *** أعذاقهُ بشُموخِها تزدانُ

وبُحَيرَةٍ كالنهرِ تجري تَحتَها *** آيًا يرتِّلُ عِطرَهُ القُرآنُ

طبرِيَّةُ العَذراءُ تُرضِعُها النّدى *** ولها (جِنينُ) ومرجُها أحضانُ

من (أمِّ قَيسٍ) سوفَ تُبصِرُ وَجهَها *** ما كانَ يُخفي حُسنَهُ المُرجانُ

=====

لمّا تزَل آثارُها تحكي لنا: *** بِ(سكيثُوْبولِسَ) أبدعَ اليُونانُ

وبها “إلهَ الخمرِ” (نِيسا) أرضعَت *** والمُرضِعاتُ حليبُهنَّ حَنانُ

وبخمرِها كلُّ الفحولِ ترنَّموا *** فتراقصَ التُّفّاحُ والرُّمَّانُ

وتحيطُ أعمِدةُ الرُّخامِ بمسرَحٍ *** صرعَت بهِ أُسدَ الوَغى الرومانُ

=====

ما زال في (نِيسا) بقايا جامعٍ *** يُتلى على أطلالِهِ الفُرقانُ

ومَحا بَنو الأفعى طُقوسَ كنيسةٍ *** أجراسُها، يَومَ الحِصارِ، أذانُ

وبكَت شَبابيكُ السَّرايا مجدَها *** لمَّا اعتلى أسوارَها ثُعبانُ

نادَت فما لبّى نِداها خالِدٌ *** ولدَمعِها لم يلتفِت عُثمانُ

=====

تَبكي عَروسُ الغَورِ من زرَعوا بها *** زَيتونَها كي تأكلَ الغِربانُ!

يَبكيهِمُ القصَبُ المُعطَّرُ بالسَّنا *** والمَوزُ أحنى ظهرَهُ الهِجرانُ

ما زالَ يُثمِرُ نخلُها، شَوقًا إلى *** من هُجِّروا، ويلفُّهُ التَّحنانُ

====

“بَيتُ السَّكينةِ” جنَّةٌ مفقودَةٌ *** أعطى لها الِاسمَ المُمَوسَقَ (شانُ)

(بِيسانُ) حَسناءٌ فلسطينيةٌ *** أرخى ضَفائرَ شَعرِها كنعانُ

واليومَ يشدو للجَمالِ حفيدُهُ *** أحلى القصائدِ ما شَدا الوِجدانُ

غنَّت لها فَيروزُ ألحانَ الوَفاءِ: (يَنامُ في أفيائِها نيسانُ)

إن شئتَ تُبصِرُ جنَّةً ما مثلُها *** رَوضٌ سَماوِيٌّ فذي بِيسانُ

الظهران، 3.3.2020 جواد يونس
==============
الصورة من صفحة الصديق Anas Arqoub

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق