في مثل هذا الوقت من عام 1539 توفي غورو ناناك مؤسس الديانة السيخية، والذي ولد في 14 ابريل/نيسان عام 1469 ويحتفل السيخ سنويا بيوم ميلاده.
وأفكار ناناك الدينية هي مزيج من الهندوسية والإسلام، وكان في الأصل مفكرا روحيا وقد عبر عن أفكاره بالشعر الذي أصبح أساس الكتاب المقدس للهندوس.
ولد ناناك على بعد 40 ميلا من لاهور (باكستان الحالية) بإقليم بالنجاب الذي يمتد في كل من باكستان والهند، وتقول تعاليم السيخ إن ميلاده وسنوات حياته الأولى تشير إلى أن الله اختاره لأمر خاص.
كانت أسرته هندوسية، ولكنه أظهر اهتماما بدراسة الأديان وخاصة الإسلام والهندوسية، وأظهر منذ وقت مبكر ميلا للشعر والفلسفة.
ومن بوادر تمرده المبكر أنه رفض وهو في سن الـ 11 من عمره ارتداء العباءة البيضاء المقدسة التي يرتديها الفتيان الهندوس في مراسم خاصة لتميزهم، ونسب إليه القول إن الناس يميزون بأفعالهم وليس بما يرتدون.
وخاض ناناك الكثير من الجدل مع رجال الدين الهندوس والمسلمين حيث كان يؤكد أن طقوسا مثل الحج أقل في الأهمية الروحانية من تغير روح الفرد.
وتقول التعاليم السيخية إنه عمل لفترة في شبابه كمحاسب قبل أن يكرس نفسه للأمور الروحانية وقد ألهمه ذلك تجربة روحانية قوية منحته رؤية طبيعة الإله الحقيقي، وأكدت له نظرته بأن انتعاش الروح يكون من خلال التأمل.
وفي عام 1496 تزوج وصارت له أسرة، وبدأ في رحلة روحانية في أنحاء الهند والتبت والجزيرة العربية استغرقت نحو 30 عاما حيث درس وناقش الكثيرين، ومن ثم بدأ يدرس طريقا جديدا للحياة الطيبة، بحسب السيخ.
وقضى الجزء الأخير من حياته في كارتاربور في البنجاب حيث انضم إليه العديد من التلاميذ الذين أعجبوا بتعاليمه.
ديانة السيخ
وتبع ناناك خلفاؤه التسعة من الغورو الذين نشروا ديانة السيخ خلال القرون التالية.
ولقب غورو يعني بالهندية المعلم. أما كلمة سيخ فتعني التابع.
تعرف على طائفة “الموحدين العرب” الدروز
من هم الأمازيغ الذين يحتفلون بقدوم عام 2968 ؟
تعرف على الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
وللعمامة أهمية خاصة لهذه الديانة منذ البداية فالأتباع لا يقصون الشعر وهم يغطونه بها.
وأتباع هذه الديانة لا يقصون الشعر لأسباب عدة فهم يرون أن إطلاق الشعر به مسحة روحية ورمز للبساطة والقداسة والقوة كما أنه يشير إلى القبول بما خلقه الله ورمز للعضوية في الجماعة كما أن السيخي لا يحني رأسه لغورو وبالتالي لا يحنيها لحلاق. وتحمل العمامة اسم داستار.
ويعود الفضل للغورو الخامس غورو أرجان في التأسيس القوي للديانة حيث أكمل بناء أمريتسار عاصمة للسيخ وجمع أول كتاب لهذه الديانة وهو أدي غرانث.
وقد اعتبرت الدولة السيخ مصدر تهديد حينئذ وانتهى الأمر بإعدام غورو أرجان عام 1606.
من هم الأيزيديون الذين ارتكب تنظيم الدولة بحقهم “جرائم حرب”؟
وقد بدأ الغورو السادس هارغوبيند في تأسيس قوة عسكرية للدفاع عن أتباع الديانة ضد أي قمع.
وعاش السيخ في سلام نسبيا حتى عصر أورانغزب إمبراطور المغول الذي استخدم القوة ضدهم وفي عهده أعدم الغورو التاسع تيغ باهادور عام 1675.
وقد كون الغورو العاشر غوبيند سينغ قوة عسكرية قوية من أتباع الديانة رجال ونساء عام 1699 بهدف تمكين السيخ من الدفاع عن دينهم للأبد.
من هم البهائيون الذين يحتفلون ببدء صيامهم الذي يستمر 19 يوماً؟
12 حقيقة عن ديانة الشنتو التي تتبعها كاهنة قتلت في اليابان
انتخاب سيخي زعيما لثالث أكبر حزب في كندا
وكان غوبيند سينغ هو آخر غورو بشري فالسيخ اليوم يعاملون النصوص المقدسة باعتبارها الغورو الخاص بهم.
عقائد السيخ
يرى السيخ أن الإله واحد وهو بدون شكل أو جنس ولكل شخص القدرة على الاتصال مباشرة بالإله فهو داخل كل شخص والجميع سواسية أمام الله والحياة الطيبة تكون بالالتزام بالأمانة والرحمة داخل المجتمع.
والتابع لهذه الديانة يجب أن يلتزم بثلاثة أمور وهي “نام جبنا” أي أن الله في العقل دائما، و”كيرت كارنا” أي الالتزام بالأمانة دائما، و”فاد شاكنا” اقتسام الرزق مع الآخرين. كما أن عليه الابتعاد عن الشرور الخمسة وهي الشهوة والطمع والتعلق بهذا العالم والغضب والغرور.
وهناك خمسة تقاليد للسيخ تعرف بالكافات الخمس فهي جميعا تبدأ بحرف الكاف وهي كيش وتعني عدم حلاقة الشعر إطلاقا، وكانغا أو كناها وتعني وضع مشط صغير لتهذيب الشعر، وكارا وتعني وضع سوار فولاذي في المعصم، وكيشارا أو كاشا وتعني سروال متسع يضيق عند الركبتين، وكيربان ويعني خنجر يحمله السيخي لحماية نفسه ويحرم استخدامه في إيذاء بعضهم.
ومن عقادهم أيضا رفض الرهبنة، ورفض التعدد في الزواج، ولا توجد طبقية لديهم، كما يحرمون لحم الأبقار. ومن أعيادهم عيد ميلاد غورو ناناك وعيد بيساكي (رأس السنة السيخية) الذي يوافق 15 ابريل/نيسان من كل عام.
المصدر:BBC