الرئيسيةمقالات

ياسر عرفات رجل من زمن الاساطير.. قصة حب في وجدان الفلسطينيين

فادي أبوبكر يكتب لـ(اليوم الثامن): ياسر عرفات .. الشهيد الذي يعيش بيننا .

. أحب شعبه، فعشقه الفلسطينيون، وأخلصوا له ولذكراه حتى يومنا هذا.. هو ضمير القضية الفلسطينية ونابضها.. كان نصيراً للفقراء ومناصراً للحركات الوطنية التحررية.. إنه النموذج الانساني والنموذج الوطني التحرري . عندما غادر عرفات مسرح التاريخ ظل بطلاً لصفحاته،  فكان ظاهرة تاريخية عبرت التاريخ، وغادرته، ولكن التاريخ لم يغادره. لم يكن مرحلة بل محوراً هاماً غيّر وجه التاريخ  فتوقف أمامه متأملاً فصنع له المجد والخلود.. هو اسطورة صنعتها روح التحدي والصمود.. كان ثوريا حالماً فالتف حوله عموم الفلسطينيين حتى في أحلك اللحظات التفوا حوله منتصراً، والتفوا حوله مهزوماً ..  كان مؤمناً  بقوة شعبه وقدرته على التحدي، والنضال، والنهوض، مهما كانت التحديات والعقبات، فأطلق عليه لقب “شعب الجبارين”. وكان يراهن على الأجيال القادمة بأنها ستكون أصلب وأقوى في مواجهة المحتل الإسرائيلي الغاشم الذي يدّعي واهماً بأن “الكبار يموتون والصغار ينسون”، فكان عرفات يردد عبارته الشهيرة “سيرفع شبل من اشبالنا و زهرة من زهراتنا علم فلسطين فوق اسوار القدس و ماّذن القدس و كنائس القدس “. خلق الشهيد القائد ياسر عرفات أنماطاً جديدة امتدت في عمق المجتمع الفلسطيني، فقد وضع قوالب جديدة لشكل العلاقة بين الشعب وقيادته، لا تقل متانة عن العلاقات الأسرية الضيقة.  استطاع ياسر عرفات أن يضع القضية الفلسطينية فى قلب العالم، وكان على قدر مستوى طموحات الأحرار فساند كل حركات  التحرر والنضال  فى العالم العربي وفى أفريقيا ودول  العالم الثالث، وتصدّى بجسارة لكل أشكال الاستعمار، فكانت لسياساته تأثيراً كبيراً على مجريات الاحداث العالمية، ولا يزال عرفات نموذجاً  قادراً على الإلهام و التأثير حتى بعد استشهاده.  رحل عرفات وما زالت العرفاتية حلماً لم تستطع التغيرات التاريخية أن تنال منها.. رحل جسداً، وكُتب الخلود لفكرته،  فتحية لروحه الخالدة فينا .. تحية له وهو ظاهرة صنعها الحب والاخلاص لهذا الوطن فبقي حياً لا ينطفئ. لم أجد في ختام هذا المقال كلاماً أجمل وأبلغ مما  قاله الشاعر الراحل محمود درويش في رثاء الشهيد القائد ياسر عرفات: “كـان ’ياسر عرفات’ الفصل الأطول في حياتنا.. وكان اسمه أحد أسماء فلسطين الجديدة، الناهضة من رماد النكبة إلى جمرة المقاومة، إلى فكرة الدولة..” فادي أبوبكر كاتب وباحث فلسطيني

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق