الرئيسيةمقالات

ما بين الحقل السياسي وكل من الحقل الثقافي وألمعرفي

بقلم الاعلامي المعز بن رجب

في اوخر الستينات من القرن الماضي وبتحديد قبل حرب حزيران من العام ٦٧ يتذكر أبناء جيلي عندما كنا طلبه في المدارس الإعدادية والثانويه حين كان أملنا كبير بحجم الوطن الذي حلمنا به
وطن عربي كبير ممتد من المحيط الاطلسي إلى الخليج العربي وفلسطين المحرره جزء من هذا الوطن الكبير
كان نشيدنا الصباحي في مدارسنا
عائدون عائدون
لم يكن لدينا شك ولو بالحد الأدنى بأننا سنعود
كانت المدارس ودوائر التعليم في هذا الزمن موطنا للعمل السياسي والثقافي في نفس الوقت حيث
كان يقود هذا العمل نخبه متميزه من المثقفين الوطنيين العاملين بحقل التعليم والثقافه.
كان الحقل الثقافي والمعرفي هو المخزون الذي استند عليه العمل الوطني والسياسي أتذكر من هؤلاء المدرسين الأفذاذ علي سبيل المثال لا الحصر كل من
معين بسسو عبدالله الحوراني فريد ابو ورده خليل عويضه صباح ثابت عبدالله ابو سمره عبد القادر ابو سمره صالح دردونه عمر خليل عمر عبد اللطيف عبيد صالح زقوت ياسين قفه منصور الحداد الأخوين شفيق ووديع ترزي وفا الصايغ سمير البرقوني محمود نصر فتحي البلعاوي طلعت الصفدي محمد شعبان محمد حسن النجار وآخرين
لقد حمل هؤلاء المدرسين العظماء في هذه الفتره لواء كل من العمل الثقافي والسياسي معا حيث لم يكن في ذلك الوقت اي فصل بينهما
وازداد الترابط بين كل من المثقف والسياسي مع اندلاع الثوره الفلسطينيه المعاصرة بعد حرب حزيران 67 حيث جاء معظم قادة العمل التنظيمي والفصائلي من الحقل الثقافي والمعرفي ايضا مثل جورج حبش شفيق الحوت كمال ناصر ماجد ابو شرار غسان كنفاني نايف حواتمه ياسر عبدربه بشير البرغوثي فيصل الحوراني عبد المجيد حمدان تيسير العاروري عمر عاشور حيدر عبد الشافي محمود شقير محمود درويش ادورد سعيد هشام شرابى واخرين
واستمر هذا الحال حتي فتره قريبه إلى أن تغيرت الاحوال وتم الفصل بين كلا الحقلين وبشكل تعسفي وبرز لدينا قاده سياسيين بينهم وبين الثقافه والمعرفه خصومه شديده نستطيع أن نطلق عليهم مسمى كائنات سياسيه محترفه تتعامل مع الشأن الوطني والسياسي من منطلقات ذاتيه أو حزبيه ضيقه في احسن الأحوال ليس لها درايه بما يجري لا إقليميا ولا دوليا وتأثيراته على قضيتنا وبتأكيد بما يجري داخل المجتمع الفلسطيني قيادات انفصلت عن الواقع بخصومتها مع الثقافه والمعرفة
من هنا بدأت عملية الفصل بين كلا الحقلين وبدأ الجمهور يفقد ثقته بقياداته مع اننا في هذا الوقت بذات في امس الحاجه الى نظام سياسي قوي يستطيع أن يأخذ على عاتقه الخروج من المأزق الذي نعيش فيه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق