مقالات

هواجس أمنية خليجية وراء التطبيع مع الكيان )

محمد جبر الريفي

.الدول الخليجية هي رهينة لسياسات الولايات المتحدة الأمريكية وما ترسمه وتخططه واشنطن بالنسبة لمستقبل المنطقة العربية والشرق الأوسط تطبقه هذه الدول ولا تعترض عليه بحكم علاقات التبعيية بكل أشكالها خاصة السياسية والأمنية منها ويتعمق هذا الارتهان للولايات المتحدة بإحساس هذه الدول العربية الخليجية بخطر الدور الإيراني في المنطقة وإمكانية تمدده نحوها في ظل غياب لأي دور قومي كما هو الحال في السابق يوم أن كان لمصر الناصرية دورا كبيرا على المستوى العربي و الإقليمي خاصة أن الدور الإيراني قد أصبح فاعلا على مستوى التدخل العسكري في الأزمة السورية حفاظا على نظام بشار الأسد الذي صبغ بصبغة طائفية لنفوذ الطائفة العلوية في مؤسساته السياسية وأهمها مؤسسة الرئاسة الذي يمثلها الرئيس بشار نفسه امتدادا للرئيس حافظ الأسد الأب الذي حكم البلاد مدة طويلة وكذلك ايضا دعما للحوثيين في اليمن اتباع المذهب الزيدي الشيعي الذين انقلبوا على الشرعية في اطار الفوضى السياسية والأمنية التي تعيشها المنطقة منذ اندلاع ما سميت حينذاك بثورات الربيع العربي التي أنحرفت بوصلتها بسبب تدخل قوى إقليمية ودولية في مسارها الذي كان موجها في الأصل صوب تعميم الديموقراطية والقضاء على أنظمة الاستبداد والفساد السياسي ..هكذا فالهواجس الأمنية الخليجية من ازدياد فاعلية التمدد الإيراني جعل دول الخليج في حاجة للحماية للحفاظ على انظمتها السياسية الوراثية وهي تجد في الكيان الصهيوني السبيل لذلك في مواجهة إيران التي ستشكل بالنسبة لها العدو الرئيسي بدلا من الكيان الصهيوني الذي سترى فيه الحليف المحتمل الذي يمكن الاعتماد عليه وهذا هو بالفعل مايدفع دول الخليج بالتسارع في اجراء عملية تطبيع مع كيان عدواني غاصب قام على انقاض فلسطين كجزء من مخطط استعماري يستهدفإقامة جسم غريب في قلب الوطن العربي لإعاقة وحدة شعوبه المتجانسة حضاريا التي تشكل خطرا على مستقبل الاستعمار الغربي كما جاء ذلك في وثيقة بانرمان البريطانية ….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق