ثقافه وفكر حر
عين حدة في قرية الحدثة بقلم :خالد النابلسي
تكثر مفارق الطرق الترابية بين كروم اللوز في هضبة سيرين وانت في طريقك الى الحدثة وقد تخطئ في أحد المفارق وتدخل طريقا غير ما تريد ، فتكتشف غلطك وتعود أدراجك ، ولكنك أخيرا سوف تصل الى موقع قرية الحدثة في شرق هضبة سيرين جنوبي طبريا بـ 12 كم وشرق جبل الطابور بـ 10 كم وجنوبي كفر كما وسيرين وعلى ارتفاع 220 مترا فوق سطح البحر .
تعني كلمة الحدثة السريانية : الجديد ، والعين حدَّة بالكنعانية أيضا تعني الجديد ، وهي قائمة على عهد الدولة العثمانية وكان اعتماد سكانها على الزراعة وتربية الماشية والنحل ووصل عددهم سنة 1948 حوالي 600 نسمة ، وكانت مساحة اراضي الحدثة 24 قيراطا كلها تابعة أملاك الوقف الاسلامي ، وقد يكون هذا السبب الذي أدى بدائرة الاراضي اليهودية الى شراء هذه الارض من قبل لجنة موكلة بالوقف أحدهما قتل في الحدثة بعد معرفة خبر الصفقة ، والثاني هرب الى قرية جليلية والاسم محفوظ في الارشيف .
كانت اكثرية سكان الحدثة من عائلة ابو الهيجاء ، الطواهي ، الدواهدة ، أبو مايلة وسعد . ومختار القرية على عهد الانجليز كان محمود عبد اللطيف .
كان في القرية مواقع اثرية منها بقايا بناء معقود فوق العين وبقايا معصرة وبقايا بيوت مهدمة ، واعتمد السكان على عدة عيون للشرب وسقي الحيوانات من أهمها عين البلد ، عين أبو رحمون ، عين الحوارية وعين الجمل .
تم احتلال القرية في 12 أيار 1948 وطرد من بقي فيها على يد قوات جولاني .
وزائر الحدثة هذه الايام يتفاجأ بكبر مساحة المقبرة وكثرة أعداد القبور الهائلة نسبيا لعدد السكان ويفيد بعض الأحياء أن هذا مرده الى دفن شهداء عرب وخاصة عراقيين حاربوا في المنطقة وقتلوا لاجلها وبعض القبور كانت تشكل مقامات بعثرت حجارتها .
وما زالت العين سخية كريمة في عطائها ماء باردا نقيا سلسبيلا يجري من بئرين الى بركة تنمو فيها الطحالب وتشرب منها الابقار ، وحول العين اشجار الزيتون ونخلة والكثير من نبات الصبار وعلى السفوح غرب العين بيوت القرية المهدمة ما زالت تتكئ على امل الصبر والانتظار .