مقالات

القران ..مابين المستوى الالهي والمستوى البشري / نضال حسن

القران ..مابين المستوى الالهي والمستوى البشري
مامن شك ان الرساله الاسلاميه (النص القراني) من عند الله
ونؤمن بانه يصلح لكل زمان ومكان
ولكن لكي يكون مانقوله كلامآ منطقيآ وعقلانيآ..نطرح السؤال التالي
هل القران نزل بمستوى الله ام على مستوى البشر..؟؟؟؟
ومن المعلوم ان اي امر يكون من الاعلى الى الادنى ..يكون بمستويات الادنى ليصار الى امكانية تنفيذه والا لو كان بمستوى تفكير الله فلايمكن ومن المستحيل ان يكون باستطاعة العقل البشري تفسيره لان الله وحده من يملك الحقيقه والمعرفه المطلقه التي لايمكن لاي عقل بشري الاحاطه بها ..فهذا يدلنا على ان الاسلام نزل بمستوى العقل البشري …لذلك كان يصلح لكل زمان ومكان
واستنادآ لانه يصلح لكل زمان ومكان هذا يستوجب الاخذ بثقافة ومكانية وزمانية كل مجتمع
وبما ان الثقافه والمكان والزمان تتغير هذا بالضرورة يسوقنا الى ضرورة التغيير في التفسير ..ولكي نصل الى حسن التفسير علينا ان ننظر للنص القراني ونقرأه كما لو انه نزل للتو
لذلك لايمكن تطبيق النص بتفسير وفتاوي علماء القرن السادس عشر في القرن الحادي والعشرين وهذا لايعني انتقاصآ من اصحاب الفتاوي ولكن لو بقينا متقيدين بافكارهم يعني انتقاصنا في عقولنا
لقد خطرت في بالي حادثة الامام الجليل ابي حنيفه مع ذلك الرجل الذي دخل مجلس الامام وكان حينها الامام يمد رجله بعد ان استأذن تلامذته بذلك فدخل المجلس رجلا وقورا يرتدي لباسآ نظيفآ فرد الامام ابو حنيفه ركبته احترامأ للرجل
وتابع درسه فسأل الرجل الامام : متى يفطر الصائم ..؟؟؟
فاجاب الامام بعد ان راى في سؤاله مكيده: عندما تغرب الشمس ..!!!
فسأل الرجل: ماذا لو لم تغرب الشمس في ذلك اليوم ..؟؟؟
فأجاب ابو حنيفه: آن الاوان لابو حنيفه ان يمد رجله…..
لقد كان سؤال ذلك الرجل في عصره ضربآ من الجنون وحظي بالاستهزاء من الامام ابو حنيفه …
ولكن لو نظرنا اليوم لسؤال ذلك الرجل …سنقول انه كان سابق زمانه اذا اثبت العلم انه في القطب الشمالي تمضي ايام بل اشهر ولاتغرب الشمس
مافعله الامام ابو حنيفه حينها ..يتماشى مع المستوى الثقافي والعلمي لذلك الزمان
اما السؤال ..ذاته لو سئل اليوم سيكون له جوابآ مغايرآ بالتأكيد
ان كل مااود توصيله ان النص القراني يصلح لكل زمان ومكان ونزل بمستوى العقل البشري لكي يتناسب مع مكانية وزمان وثقافة كل عصر
ولكن المطلوب اليوم من اصحاب الشأن العمل على تغيير التفسير بما يتناسب مع الثقافة المتغيره للمجتمعات
ولكي لايتسنى لاصحاب العقول المتحجره الدخول للحوار بشكل عشوائي اقول ان غزارة التفاسير للنص القراني هي من جعلته يناسب كل زمان ومكان ولنا بامير المؤمنين عمر بن الخطاب اسوة حسنه عندما اوقف حد قطع سرقة يد السارق خلال فترة حكمه

مقالات ذات صلة

إغلاق