الرئيسيةمقالات

عودة_على_تدوينات_مساندة_سماح_مفتاح

حنان العريض

 

في البداية شخصيا أعتذر من الزميلة سماح مفتاح قدر حاجتها للاعتذار.. إلا أنني متمسكة بموقفي من أدائها الفاشل في الحوارات السياسية.. بمنتهى الموضوعية ليست اهلا لذلك شكلا ومضمونا فما بالك محاورة الرؤساء..

#فيما_يخصّ_الشكل: زميلتي «الجميلة» من المهم جدّا وقاية الوجه بمواد مضادّة لأشعة الضوء المنتشرة في الأستوديو لضرورة تقنية في علاقة بالكاميرا.. ومن المهم التجمّل بمساحيق حتى تبدين أكثر جمالا.. إلا أن ذلك يجب أن يخضع لمقاييس علمية وأخلاقية وإجتماعية.. نحن لسنا في حفل او سهرة او مناسبة خاصّة.. لا نُحاور ولا نخرج على شاشات التليفزيون بذلك الكم الهائل من المساحيق.. يكفيك إخراج حدود ملامحك خاصة في البرامج الحوارية فما بالك محاورة الساسة والرؤساء خاصة، هذا في الظروف العادية.. امّا ونحن نمرّ بوضع وبائي والعائلات التونسية تفقد افرادا منها.. عدد من الوفيات نسجله يوميا واصابات وغيرها.. كيف ندخل بيوت هؤلاء التونسيين ونحن جزء منهم ولا نتقاسم معهم وجع الوطن. ويطول الحديث في أوجاع الوطن وظروف الموت.

#فيما_يخص_المضمون فهو بعيد كل البعد عن المطلوب والمهنية. هذه رسالتي إليك ولتكن نقطة نظام لك ولكلّ من يشتغل في مجال الحوارات.. الرؤساء لا يسألون في التفاصيل.. الرؤساء يسألون في السياسات العامّة وهي حدود صلاحياتهم.. والوزراء يسألون في السياسات العامة لوزاراتهم ليس إلا.. والمديرين العامين يسألون في تنفيذ السياسات على مستوى وطني. والأمور التنفيذية على مستوى جهوي او محلي يسأل فيها المسؤولين الجهويين والمحليين.. والسياسات الجهوية موكولة للولاة والمحلية للمعتمدين.. رجاء إلتزموا بالضوابط القانونية وبالصلاحيات الدستوية وقانون الإدارة.. رجاء كونوا حرفيين مهنيين.. ما هذا البؤس.. نحن بصدد البناء للديمقراطية وتركيز اللامركزية.. لماذا تصرّونا على هدم ذلك البناء الحديث.. لماذا تكرّسون المركزية المقيتة بتلك الاسئلة البائسة.. لماذا تبخسون الجهد اللامركزي والجهد الإداري.. لماذا.. ولماذا.. هل هو حدود في المعرفة.. هل هو لرغبة سياسية دفينة خدمة واستجابة لإملاءات ذاتية وأخرى غير ذاتية.. رجاء ارجعوا للدستور وللقوانين واطلعوا على ما جاء فيها من صلاحيات وضوابط.. كلّ هذا من أجلكم حتى تنهضوا بأنفسكم وحتى لا تجعلوها موضوع سخرية.. كثيرا ما تكون إجابة الضيف لطيفة حين يقول لكم لا أعلم أو هذا الأمر يعود للمسؤول فلان او كذا او كذا.. كلّ ذلك لطفا ورفعة منه وأنتم تتباهون بأنفسكم مرددين أحرجته ولم يستطع الإجابة وأوهام أخرى كثيرة تزدحم في مخيالكم الساذج والبسيط.. وإنه فعلا لبؤسا كبيرا.. رجاء كونوا في مستوى الرهانات.. ابتعدوا عن ملاعب ليست ملاعبكم.. هناك ميادين كثيرة قد تنجحون فيها من باب الذكر لا الحصر.. تجدون الديكور والطبخ وعرض الازياء وغيرها…
#الحديث يطول.. ولكنّي اختزله قائلة يكفينا مساندة للفقاقيع والفاشلين في مجال معين.. اسندوهم وادعوهم لإصلاح فشلهم بالذهاب نحو مزيد التمكين والتخصص في مجالات ينجحون فيها.. اما السياسة فهي أصعب الاختصاصات وتستوجب حضورا ذهنيا واسعا وبداهة آنية وثقافة منتشرة وامتدادا في التاريخ واستشرافا لقراءة المستقبل..
شخصيا انهكتموني عموما إلا استثناءات قليلة.. اما السياسة وحتى الثقافة وغيرها من المشاغل كثيرا ما أبحث عنها في الإعلام الأجنبي.. والأمرّ من كلّ ذلك عندما يتعلق الأمر بشأننا الداخلي التونسي..
أرجو أن يلتقط جميعكم هذه الرسائل وتراجعون أنفسكم.. جمعيكم صحفيين ومعدين ورؤساء تحرير ومديرين ومسؤولين.. جميعكم بلا إستثناء معنيون بإصلاح قطاع الإعلام للنهوض بالوطن وخدمة المواطن وحقه في المعلومة بما يحافظ على استقرار الوطن وأمنه وبما يشدّد على إصلاح النقائص ونقدها بفتح ملفات جادّة للتقصي والبحث فيها.. اجعلوه إعلاما حرّا بعيدا عن كلّ حسابات ضيقة ولسيما الإيديولوجية منها.. اجعلوه إعلاما مترفعا عن الجهل والبؤس والاستهزاء.. واجعلوه إعلاما شادّا جاذبا للناس لا مُهجّرا لهم بسبب مضامين بائسة.. اشتغلوا على المضامين الإعلامية.. حينها ستنساب النجاحات آليا..
#حنان_لعريّض #مقدمة_برامج_بالاذاعة_التونسية #عضوة_النقابة_الوطنية_للصحفيين_التونسيين #مدربة_في_الصحافة_الاستقصائية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق