مقالات

زمن الفلسفة وفلسفة الزمن / حسين الخطيب

زمن الفلسفة وفلسفة الزمن/بقلمي
كنت اعتمدت في تدريس النحو والصرف لتلاميذي في المرحلة الثانوية اسلوبا غير تقليدي فيه من الدعابة وشيئ من الفلسفة عَلِّي انجح في تجاوز ما في هاتين المادتين من جفاء وصعوبة وكثيرا ما كنت اقع في شر اعمالي واتورط في مسائل فلسفية مع التلاميذ اذكر منها ظرفي الزمان والمكان.
حدث ذات صباح وانا (متسلطنٌ) امام التلاميذ في شرح مفهوم ظرف الزمان ان قام التلميذ سامي احمد وهو من اذكى تلاميذي في النحو ورفع صوته قائلآ: يا استاذ هل لك ان تشرح لنا مفهوم الزمن ؟؟ فقلت له ياسامي هذا وقت النحو وليس وقتَ الفلسفة ولكنه اصرَّ وعاضده ثلة من التلاميذ ووجدت نفسي في مأزقٍ فاستعنت بالله ورجعت الى ذاكرتي اقتنص منها ما علق في الذاكرة من خلال مطالعاتي فقلت : ان الحديث عن الزمان مغامرة خاض غمارها العلماء والحكماء والفلاسفة والشعراء وعادوا منها بخفي حنين .
الزمن يا احبائي مخلوق عجيب خلقه الله الحكيم كي تنطلق حركتنا في الحياة في يسر .
هو توأمُ الحركةِ فاذا انعدمت الحركة انعدم الزمن ، فلو افترضنا انه في هذا اليوم الأربعاء توقفت الأرض عن الحركة والدوران فلن يأتي يوم الخميس ابدا.
الزمن بطيئٌ كالسلحفاة وسريع سرعة الضوء.هنا صاح التلاميذ: ما هذا التناقض أيها المعلم فقلت: لا عليكم اصبروا وركزوا معي
ان للزمن علاقة بالحالة النفسية للبشر فالمريض الذي يعاني الألم شعوره بالزمن ليس كشعور من اجتمع مع من احب فالمريض او السجين يشعر ان الزمن يزحف بطيئا او يكاد يتوقف اما ذاك الذي يعيش لحظات الفرح واللذة يشعر بالزمان يمضي بسرعة الصاروخ
الزمن يا احبائي جوهرٌ غير مرئي ولكن له اعراض نراها نتحسسها في هذا الوجود من خلال المرآة نراه غضونًا في جباهنا وتجاعيدًا في وجوهنا،نراه في أبنائنا يصاحبهم طفولةً وشبابًا وكهولةً نراه في الارض اوابد وقلاعا وآثارا تحدث عن اقوام اثاروا الارض وعمروها ثم طوتهم ايدي الزمان ومهما احدثكم عن الزمن فلن اوفيه حقه وان شئتم احلتكم الى نظرية النسبية التي وضعها العالم العبقري اينشتين والتي اسهب فيها حديثا عن الزمن هذه النظرية التي فهمها عبر الزمن او كاد يفهمها اشخاص بعدد اصابع اليد واكيد انا لست منهم.

مقالات ذات صلة

إغلاق