تقسيم لا مفر منه .. بقلم الكاتبة : تمارا حداد .
بدأ تداول مصطلح تقسيم الشرق الاوسط الجديد في الساحة الدولية لأول مرة في تل ابيب عام 2006 على لسان وزيرة الخارجية الامريكية السابقة كونداليزا رايس ومن وقت هذا التاريخ والعملية ترتسم وتطبق على منطقة الشرق الاوسط ، وظهرت الحروب الدامية في العراق وليبيا وسوريا واليمن وظهور الفوضى الخلاقة وظهور بذور الطائفية والتي بدورها زاد من حدة التطرف الديني والتعصب الفكري ، وبحجة فض الارهاب ظهرت جماعات ساعدت في تقسيم المقسم للشرق الاوسط الجديد . ارتسمت الخارطة وبشكل جديد ، وهذه الخارطة نشرتها صحيفة ” نيويورك تايمز ” الامريكية والتي تظهر تقسيما لا مفر منه ، لبعض الدول العربية حيث ان خمس دول عربية سوف تصبح اربعة عشر دولة ضمن التقسيم الجديد . و الدول العربية التي شملت هذا الرسم الجغرافي والديمغرافي الجديد السعودية وسوريا والعراق وليبيا واليمن . حسب هذه الخريطة الجديدة فان سوريا سوف تقسم الى ثلاث اقسام : القسم الاول علوي ستان سيشمل العلويين والدروز عبر شريط شمالي جنوبي من سوريا ومع مجارات الساحل . والقسم الثاني هو كردستان سوريا والذي سيتحد مع كردستان العراق وبالتالي فان دولة الاكراد ” كردستان ” سوق تستقل وسيكون لها سيادة كاملة على حدودها . اما القسم الثالث هو سني ستان سوريا وقد يمتد الى سنة ستان العراق ليكون دولة للدواعش او قد يكون الاردن هو السيادي على هذه الدولة ليصبح الاردن الكبير ضمن هذه الخارطة الجديدة . اما العراق سوف يقسم الى ثلاثة اقسام وهي كردستان العراق والقسم الثاني سنة ستان والقسم الثالث شيعة ستان . اما السعودية سوف تقسم الى خمس اقسام نتيجة صراعات الجيل الجديد من امراء السعودية لينتج من هذا التقسيم خمس دويلات الاولى دويلة في الشمال ، والدويلة الثانية في الغرب لتشمل المدينة المنورة ومكة المكرمة ، والدويلة الثالثة في الجنوب وقريبة من حدود اليمن ، والدويلة الرابعة في الوسط وهي اكبر مساحة واسمها وهابي ستان في الرياض . والدويلة الخامسة شرقا وفي الدمام وهي للشيعة . اما اليمن سوف يعاد صياغته الى ما قبل الوحدة وما قبل خارطة 1990 ليصبح اليمن الشمالي وعاصمته صنعاء واليمن الجنوبي وعاصمته عدن . اما ليبيا سيعاد تشكيل خارطته الى ما قبل العصر الروماني ويتكون من ثلاث اقاليم ، الاقليم الاول تربيوليتانيا وعاصمته طرابلس ، والإقليم الثاني سيرينايكا وعاصمته بنغازي ، والإقليم الثالث فزان للجمهور العربي . وهذه الدويلات الصغيرة ستكون ضعيفة على اساس عرقي وطائفي ومذهبي لتحقيق حلم دولة اسرائيل الكبرى والسيطرة على الاماكن الغنية بالنفط والثروات الطبيعية . فواقع التحولات سارت بما لا تشتهي سفن احلام الوطن العربي وتطلعاته القومية والتي باتت قومية عربية تختزل ما بين الصهيونية العالمية والامبريالية الامريكية ، . فوضى الربيع العربي اصاب الوطن بفتك الارتباط التاريخي والمصيري والاستراتيجي والنفسي بين ثنايا الوطن . فكرة اعادة الوحدة العربية هي الطريقة الوحيدة لإعادة تفعيل وتنشيط القضايا العربية . والبعد القومي هو المخرج الوحيد من مأزق الوطن العربي وتصحيح البعد القومي والحاضنة العربية لها دور مهم اذا قامت على اسس الوحدة والتحرر والفكر الوحدوي العربي وبعيد عن الاوهام الحزبية والمصالح السلطوية والحزبية والطائفية وبعيد عن الاستبداد سيعيد نبض القومية العربية . على الدول العربية اعادة تصويب منطلقاتها واحترام هويتها بإرجاع الفكرة نحو التحرر من الامبريالية الرأسمالية الصهيونية .