خواطر

كتب الناقد د- عوض قندبل

النفقة, الطلاق , المحاكم و التسويف و حقوق المعلقات!! الطلاق حل و علاج لا عقوبة و لا انتقام, هو آخر العلاج كالكي, تُرك للمرحلة الأخيرة لما فيه من الألم , إلا إنه يبقى علاج, و لا يكون الطلاق إلا بعد انعدام الألفة بين الأزواج و عليها ينعدم الحب و التعايش و يكون تعطيل الحياة و بالطلاق تنتهي مرحلة فشل لتبدأ مرحلة أخرى و فرصة جديدة لإعادة التجربة بحياة جديدة قد تكون أنجح من سابقتها, فإن فشل الزواج في تجربة فلا يعني أن الفشل أزلي, بل تجربة فاشلة قد تصحح بأخرى أكثر فائدة و أكثر حذرا من سابقتها, لأن عدم الطلاق قد يؤدي إلى الرذيلة عن طريق البحث عن بدائل تعويضية لما فقد في الحياة الزوجية , لذلك يبقى الطلاق حل لإعطاء فرصة جديدة لمن تعلَّم درسا قاسيا لكنه ليس نهاية الحياة و لا آخر العالم, فالحياة مليئة بالتجارب الناجحة التي تتكرر كل يوم و تكون نموذجا لمن فشل لأنك تستطيع أن تنجح بما نجح به الآخرون لأنه ليس مستحيلا. يجب تغيير ثقافة المجتمع تجاه تجارب الزواج الفاشلة و عدم النظر إلى المطلق و المطلقة بالفاشلين , يجب أن لا نحمِّل أي طرف المسؤولية فقد يكون الخطأ خارج عن إرادتهم و لا حيلة لهم بمواجهته, علينا تغيير ثقافة المجتمع بالتماس العذر فلا أحد معصوم من الخطأ . أما بالنسبة للنفقة, فهي من حق الزوجة لأن الدين هو الذي أقرَّها و لولا شرعيتها و صحتها لما وجدت, لكن يجب أن لا تكون سوطا يُجلد به ظهور المعسرين و أن لا تكون حبلا يلف حول رقاب الأزواج لأن فيها تعطيل حياة و حرمان من حرية خوض تجربة جديدة, فالحياة لا تتوقف لتنتظر بل تتمهل ليلحق بها الباحثون عن الفرص و النية الصادقة للشروع في تصحيح و ترميم ما تهدَّم.

مقالات ذات صلة

إغلاق