نشاطات

من مجموعة خواطري (27) مزاودون أغراب-ابتسام ابو واصل محاميد

من مجموعة خواطري (27)
مزاودون أغراب

لَوحَةُ القَدَرِ تَوَشَحَت بِحُزنٍ مَقِيتْ ، طِفلَةٌ تَمسُدُ على شعرِ دميتها الأشقر وغلامٌ على جسر العبورِ تَعثَر وكهلٌُ يَقبِض بيدهِ على مفتاح الوطن المسلوب .. رجل يبحث عن فأسه المنهوب … وشاب حمل بندقيته واخر بدمائه تخضب … وفتاةٌ في رَيعانِ شبابها تَضُمُ فُستانَ عُرسٍ تلون بالاحمر … سيدةٌ عجوزٌ تصارعُ أَقدارَ الزمن ، وامراة ٌتَحتَضِنُ رَضيِعَهَا ترقب ُ هموم الكون الآتَي من الامكان …. على الكاهلِ أَثقَالِ غَدرِ اللِّئَام ..حَزنَت الغيومُ على حبٍ بائسٍ شَقِي ….وانهَال من عُيونِها شلالٌُ مِن ماءٍ على قلوبٍ ظمأى لعلها تسعفها بلحظاتِ إنعاشٍ قصيرة المدى ..فتتلوى أَمواجُ البحر قهراً على ذاتٍ هزيلةٍ … تُقسِمُ أَن تجعلَ ملحها سكراً وماؤها عذباً ليروي الأَفئدةَ المحزونةَ والخلجاتِ المطعونه .. والترابُ يصبح تَبِراً بقبضتها من جَوْرِ ظالمٍ مُستَبِدٍ ليُعِينَ على نزفِ آهاتٍ وأُمنياتٍ جَريحه … فَأَهل أَرضك باتوا يستبدلون الحياةَ بعمرٍ يإِنُ وينزف …… …جَاهر به القساة والطغاة أَتَو من كواكبٍ بعيده … فبِتُ القاتِلَ والمقتُولُ في هواك. بلا نعشٍ وبلا مراسمَ ولا اسم شهيدٍ ولن يُقَالَ قُتِلَ فِداكِ … أَسموني إِرهابياً وآخرُ ذكرَني فدائياً وهناكَ بعيداً رَمُونِي ، وشَرَدُوا أَهلَكِ بأَرضٍ سِواك …… فتَبتَئِسُ الياسمينةُ وتبكي الريحانةُ ويَيَنوُحُ الزعتَرُ في التَّلِ والجَبَل الذي لم يعد اخضر … والأشجارُ تَصفَرُ أَورقها وتَقتُلُ الأَزهارُ بُرعُمَها حزناً على ذاتي …
أَيا سيدَةَ الكونِ يا مولاتي … انا لا يحتويني إِلا وطناً واحدا ً ولا أَمتَلكُ إلا عمراً واحداً وقِطعَةَ خبزٍ اقتسمتُها وأَخَواتِي … فكوني كَفَنِي على حضرة شرفك أُقَدم دمي وروحي وكل ما أَملك حتى ذكرياتي … سأَموت من سهمٍ اطلقتِه من غفوةِ عينيك الناعسةِ الشارده …. ربما أَموت بِرَصاصةِ غدر ٍ بارده ….فمن ذا الذي سَينثُرُ عبِيرَ الرحمةِ على وطنٍ جريح ؟؟ … طُعن بسيفِ الحب القَبِيح والسياسةِ والعنصريةِ والديانيةِ والتعدديه ، والسَّفالةِ والهمجيه … فأَنا منك يا بلدي عربية والان أِضَعتُك َيا وطَني واسمي والهويه …. فما عدتُ عربية … صرتُ مشردةً فيك يا وطن واخي في بلادٍ أَعجميه …. كنت يوما أَحملُكَ على كتفي وهويتي بيدي مرسوم عليها نقشي. فلسطينيٌ ٌسوريٌ بغداديٌ وهامتي عَاليَه…. وعلمي يُرَفرِفُ يعانق السما … حَمَلتُ في كياني وذاتي ….
عربيةٌ أَنا
ٌ..فَسُلِبَ ِمِني ِوَطَنِي وَإِرثِي … ، وَبَعثَروا مواسمَ حُبِي وَعِشقِي …. َأُغتِيلَ على مَشارِفِ الوطن حُلمِي … وَأَنا ما زلتُ أَختَلِسُ النَّظرَ مِن ثُقبٍ بَغِيض ….. بيع ما تَبَقَى بالمزادِ العلني …. والمزاودون أَغراب … والبائعُ إِبنُكَ يا وطني

ابتسام ابو واصل محاميد
15-10-2015

مقالات ذات صلة

إغلاق