اخبار العالم العربي

علماء المغرب ومحاربة التطرّف

أصدرت “الرابطة المحمدية للعلماء” في المغرب سلسلة دراسات علمية حول تصحيح المفاهيم الدينية المغلوطة التي تستمد منها التنظيمات الإرهابية أحكامها.

وأكدت الرابطة أنها قامت بنشر هذه الدراسات على شبكة الإنترنت خلال الأسبوع الجاري لكي تكون مرجعا في مجال محاربة الفكر المتطرف الذي تتغذى عليه الجماعات الإرهابية.
تجفيف المنابع
وقالت الرابطة، التي تعدُّ إحدى أهم الهيئات الدينية في المغرب، إن الهدف من نشر هذه الدراسات هو محاربة الفكر المتطرف عبر نسف المبادئ الخاطئة التي يبني عليها المتطرفون أنشطتهم، ويستقطبون الشباب عبرها.
وتضم السلسلة، التي تحمل اسم “الإسلام والسياق المعاصر: دفاتر تفكيك خطاب التطرف”، دراسات أعدها فريق من “العلماء المتخصصين حول المفاهيم الشرعية التي تم تحريفها من قبل دعاة التطرف، وأسسوا عليها الفكر المتطرف الذي يسوقونه للشباب عبر الإنترنت”، بحسب الرابطة.
وتتعرض الدفاتر العلمية لقضايا مرتبطة بالجهاد والحكم ما زالت مثار جدل في العالم الإسلامي؛ من قبيل مفهوم الجهاد والجزية والحاكمية والنصرة ودولة الخلافة، بالإضافة إلى موضوع “تهافت الخطاب المتطرف”.
وتسعى الرابطة المحمدية لعلماء المغرب لتصحيح هذه المفاهيم ووضعها في سياقها الديني الصحيح بعيدا عما تقول إنه استغلال لها في الخطاب المتطرف للجماعات الإرهابية.
وتراعي السلسلة في جميع ما تقدمه إبراز الأدلة النصية من القرآن الكريم والحديث للشريف لكي تكون قادرة على مقارعة الفكر المتطرف بالحجة، كما تؤكد الرابطة.
ويقول الأمين العام للرابطة المحمدية أحمد عبادي إن السلسلة العلمية تم وضعها على موقع الرابطة على الإنترنت لكي يستطيع الجميع الاطلاع على مضمونها؛ مشددا على ضرورة “فهم وتحليل خطاب (“داعش”) الذي يستغل القرآن والحديث، خاصة في مسألة الخلافة، من أجل تفكيك هذا الخطاب وتدميره”.
نشر التسامح
ووضعت المملكة نشر الدين الإسلامي الوسط ضمن أولوياتها خلال السنوات الماضية؛ حيث ركزت خطابات العاهل المغربي الملك محمد السادس على ضرورة مجابهة الخطاب المتطرف بخطاب متسامح يعكس الصورة الحقيقية للإسلام.
وفي هذا السياق، سبق للرابطة المحمدية لعلماء المغرب أن أطلقت العديد من المشاريع بينها منصة “الرائد” لتعليم الدين الإسلامي الوسط وبرنامج “العلماء الرواد”، الذي يسعى لإعداد جيل من العلماء الشباب من حملة الشهادات قادر على نشر التسامح، ومشروع “الأطفال الرواد” الهادف إلى تحصين الأجيال الصغيرة ضد الفكر المتطرف.
ويعمل المغرب على نشر الخطاب الديني المعتدل كذلك في القارة الإفريقية عبر “مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة”، التي تأسست قبل أشهر وتقوم بإعداد العلماء والخطباء من مختلف أنحاء إفريقيا بطريقة تسمح لهم بمجابهة التطرف وإشاعة الاعتدال.
وتعول المملكة على المذهب المالكي الوسطي المنتشر في المغرب العربي وإفريقيا، وعلى مدارس الطرق الصوفية التي تخضع لنفوذها من أجل محاربة التطرف.
ويعتقد محللون أن سبب اهتمام المغرب بانتشار الفكر المتطرف هو تكرار حالات تفكيك الخلايا الإرهابية داخل البلاد بالإضافة إلى وجود ألوف المغاربة الذي يقاتلون في صفوف التنظيمات الإرهابية في كل من سوريا العراق وليبيا.
وتصنف المغرب ضمن البلدان الأكثر تصديرا للإرهابيين إلى جانب تونس. إذ يقدر عدد المقاتلين المغاربة في التنظيمات الإرهابية بنحو 3000 عنصر، تشكل محاولات عودتهم إلى المملكة هاجسا حقيقيا للسلطات.
وعلى الرغم من أن البلاد تعدُّ من أقل دول المنطقة تضررا من الهجمات الإرهابية، فإنها ما فتئت تعلن إحباط هجمات وتفكيك خلايا نائمة وتوقيف أشخاص كانوا يقومون باكتتاب الشباب لمصلحة الجماعات المتطرفة.

مقالات ذات صلة

إغلاق