اقلام حرة

اخترعته من أجل والدها فحاز على جائزة براءة الاختراع الأولى

اخترعت الطالبة في الصف الحادي عشر “أليفناز شانتورك” جهازًا إلكترونيًا يحفظ الحرارة المناسبة لمواد التطعيم بشكل أتوماتيكي من أجل والدها الذي يعمل طبيبًا عائليًا، ولطالما عانى من تلف مواد التطعيم.   وكانت شانتورك قد انضمت بجهازها إلى مسابقة “مونستراتيك العلمية” المنظمة في البرازيل، والتي شارك فيها 400 مخترع قدموا من 21 دولة.   وفي لقائها مع وكالة الأناضول للحديث عن تجربتها، قالت شانتورك إن فكرة اختراع الجهاز ظهرت بعد معاناة والدها الطويلة من تلف مواد التطعيم نتيجة آليات عمل الثلاجات التي يحفظها بها ولا تعمل وفق المعايير اللازمة لحفظ هذه المواد.   وأضافت شانتورك أن مواد التطعيم تُحفظ في الثلاجات التي تُعطي درجة حرارة باردة تفتقر إلى نظام يحفظ درجة الحرارة المناسبة للحفاظ على مواد التطعيم، والسبب في ذلك هو توقف جهاز التبريد لبرهة من الزمن نتيجة وصوله إلى الحد النهائي، مضيفةً أن درجات الحرارة في ذلك الوقت تتدنى ولاستعادة وضعها الطبيعي تستغرق فترة من الزمن، هذه الفترة كفيلة بأن تتلف كميات كبيرة من مواد التطعيم.   وأوضحت شانتورك أن مواد التطعيم حساسة جدًا، لذلك يلزمها الحصول على درجة حفظ مناسبة باستمرار، مبينةً أن ذلك دفعها لاختراع نظام يعمل بشكل أوتوماتيكي.   ويُستعمل الجهاز الذي اخترعته شانتورك للحفاظ على مواد التطعيم والدم والعلاج والأعضاء بشكل صحي ومضمون، وقد أكدت مؤسسة براءة الاختراع التركية نجاعة الجهاز الذي اخترعته شانتورك، مشيرةً إلى أن جميع أعضاء الجسم يتم نقلها بمادة بصندوق مليء بالسيلزسيون والجليد اللذين يتمتعان بمعيار واحد، في حين تبيّن شانتورك أن الكثير من هذه الأعضاء يتعرض للتلف قبل وصوله إلى المكان المطلوب، أما الجهاز الذي عملت على اختراعه فسيعطي الرئة والقلب والكلية درجة الحرارة التي تحتاجها بالشكل المناسب.   وأشارت شانتورك إلى أن اختراعها للجهاز استغرق 10 شهور، وبلغت تكلفته 4 آلاف و116 ليرة، تُعادل ألفًا و372 دولار تقريبًا، موضحةً أن أنظمة التبريد الموجودة حاليًا لا تتوقف عن العمل إلا بعد الوصول إلى الدرجة العاشرة، أما الجهاز الذي قامت باختراعه فيتوقف حسب ما تحتاجه المادة المحفوظة، فإن كانت المادة تحتاج تبريدًا حتى الدرجة الخامسة، يتوقف على الدرجة الخامسة ولا يعود إلى الصفر ومن ثم لا يعود إلى نفس الدرجة، بل يتوقف وينخفض لدرجتين فقط، حتى يستعيد طاقته بشكل سريع دون إفساد المادة الموجودة بداخله.   كما نوّهت شانتورك إلى أن جهازها يحتوي 3 أقسام تعمل بشكل مختلف، حيث يستطيع المستخدم وضع ثلاث مواد مختلفة بدرجات حرارة مناسبة لكل مادة، فبينما هناك قسم يعمل على الحفظ من خلال التبريد يمكن للقسم الآخر أن يعمل من خلال التسخين إن كانت هناك حاجة لذلك.   وأكّدت شانتورك أن الجهاز يمكن استخدامه في المناطق التي تعاني من عدم استقرار في وجود التيار الكهربائي، حيث أشارت إلى أن الجهاز يمكن أن يعمل ببطاريات شحن بقوة 12 فولت دون أي مشاكل جانبية.   وختامًا أوضحت شانتورك أنها ما زالت تنتظر اصدار مؤسسة براءة الاختراع التركية الترخيص النهائي لجهازها، لتقدمه في مؤسسات براءة الاختراع العالمية، مؤكدة رغبتها الشديدة في تطوير اختراعها وإيجاد اختراعات جديدة تخدم القطاع الصحي.   وفي هذا السياق، بيّنت مؤسسة الإحصاء التركية، عبر تقريرها السنوي، أن براءات الاختراع التركية بلغت 5302 براءة اختراع خلال عام 2015، مضيفةً أن تركيا أنفقت 1.6 مليار و283 مليون دولار على أبحاث التطوير مسجلةً في ذلك زيادة بنسبة 4.2% مقارنة بعام 2014، وتتوقع مؤسسة الإحصاء أن تدخل تركيا مصاف الدول العشرة الأكثر إنفاقًا على أبحاث التطوير في حال رفع وتيرة الإنفاق بشكل أكبر.   وبالنظر إلى مؤشر إنفاق الحكومة التركية على أبحاث التطوير يُلاحظ حجم اهتمام الحكومة الحالية المتنامي بها منذ توليها سدة الحكم وحتى يومنا الحالي.

مقالات ذات صلة

إغلاق