مقالات

الطرح الصالح فى قضايا البحر المالح / بقلم الشاعر وحيد راغب

الطرح الصالح فى قضايا البحر المالح
1-جبر الخاطر :
مقولة عامية تعنى المجاملة الحسنة لا النفاقية , كما تفعل عندما تجد امرأة نصف جميلة , وتحاول أن ترفع من معنوياتها فتطريها “بإيه الجمال ده ” , أو امرأة تخطى بها الزمن ولم تتزوج بعد فتقول لها ” الخطاب اتعموا ولا إيه ” .. أو تجد انسانا منكسرا لسبب ما فتقول له :” دا أنت تتحط على لجرح يطيب .. فأنت هنا تجبر ما انكسر من غيرك ,, ونربت عليه لترفع من معنوياته .
ولكن عندما لا تستطيع ذلك فترجع جبر الخاطر على الله فتقول ” جبر الخواطر على الله ” بمعنى أن الله قادر على أن يعطيك ما تريده وتفتقده وقد قصر الناس فى ذلك أو عجزوا .
ولكن جبر الخواطر الحقيقى يكون بايجاد حل للمشاكل ..ورفع العنت أو البلاء عن الغير .
فعندئذ نكون جبرنا بخاطر المنكسرين .
فجبر خاطر من نراه تجاوز الصواب الى الخطأ بأن نرده الى الصواب .
وجبر خاطر من انحرف أن نرده الى الاخلاق وطريق الخير والتوبة النصوحة , ولا نكون عونا للشيطان عليه .
وجبر خاطر الوطن أن نصبر عليه فى أوقات شدته ومعاناته , ونحترم الآخر , ونؤمن بالمواطنة , وأن العقيدة والدين حرية ,وأن لانكون مع أعدائه عليه سواء من الخارج أو الداخل .
2-الدولة المدنية :
1-دستور أحد مصادره الدين , والشعب ” أنتم أعلم بشئون دنياكم “.
2-سيادة القانون
3-التنوع والاختلاف وتداول السلطة
4-المواطنة ” الدين لله والوطن للجميع”
5-المصالح المشتركة تتغير بتغير الزمان وبالتالى تتغير القوانين لمواكبة ذلك
6- ليست دينية وان كان الدين من مصادر التشريع
7-علاقة بين الحاكم والمجكوم
8- علاقة بين المحكوم والمحكوم
9-دولة انسانية تخرج خير الانسان وتحد من شره
3-التطبيق يخالف المنهج:
هذه الحقيقة موجودة عبر التاريخ , فقد يخالف التطبيق المنهج تماما ولا يدل عليه . وامامنا الماركسية كمنهج يكون فى جانب الفقراء وكتطبيق تحول الى ديكتاتورية الحزب الواحد حتى لو كان حزب البروليتاريا اى الطبقة العاملة . ومن هنا كان التطبيق هو الذى ساعد على انكماش الماركسية وتحللها عبر بلادها الاتحاد الروسى كقوة عظمى وغبر البلاد التى عملت بمنهجها .
وهذا ما حدث حديثا فى البلاد التى حاولت أن تعمل بالمنهج الاسلام , فجاء تطبيقها بعيدا جدا عن المنهج كما فى افغانستان فكانت الحروب الاهلية والارتداد للتخلف بل والاستعمار الامريكى .
وهذا ما حدث فى السودان فى عهد الترابى فجاء التطبيق مخالفا للمنهج فأدى الى انقسام السودان
وهذا ماحدث ايران الشيعية فأدى الى ديكتاتورية الشيعة ومحاولة انهاك وتحجيم اهل السنة .
وهذا ما حدث فىلبنان وخاصة الجنوب اللبنانى وحظب الله والحرول الاهلية بين الطوائف والمذاهب .
وهذا ما يحدث ايضا بين الشيعة وأهل السنة كما فى سوريا والعراق واليمن متمثل فى داعش والحوثيين والقاعدة , اذن المنهج شىء وتطبقه شىء آخر فلا يكون التطبيق حجة على المنهج أبدا . فالاسلام شىء وما حدث من تطبيقه من قبل البشر شىء آخر . لهذا لايظلم الاسلام بما حدث من تطبيق له ناقص أو فاسد من بعض الدول أو الجماعات .
4-نصيحة واجبة الآن :
عندما يسن قانون لا تستعجل بالحكم عليه حتى يأخذ مجراه لعدة أيام مثلا فى التطبيق , ثم انظر التغيير المواكب له , هل جاء بما نتمناه منه , أو أخفق , وعندها نحكم أين الخطأ من الصواب , لأنه من الطبيعى عند بداية التطبيق تحدث اضطرابات وتجاوزات الى أن يستقر المعنى الحقيقى المصاحب للقانون , وكيفية التطبيق الصحيحة بلا تجاوزات , فلا تكن مع أو ضد حتى يتبين لك الخيط الابيض من الاسود من النتيجة الحقيقة لنطبيق القانون . فالبعض الذى هو ضد يستخدم دعايته الموجهة والمغرضة عند بدايات التطبيق والاضطراب المصاحب للقانون أو القرار , ويبدأ يبث ما يتراءى وهواه وكأنه وجد بغيته فى الدعاية المضادة , والبعض الآخر الذى هو مع …يصفق للقانون أو القرار قبل حتى ما يعرف ما هو القرار وينشد ويترنم أنه سيصحبه الخير كله , ويبدأ دعايته لو انخفض سعر بعض السلع , مع أن الاضطراب مازال وتبعة القرار أو القانون لم تتضح بعد .
لذلك لسنا مع هذا أو ذاك لا نطبل ولا نستخدم الدعاية المضادة قبل اتضاح الامر , نحن نصبر بعض الزمن حتى نرى نتيجة التطبيق ثم نكون مع أو ضد .. وهذا ما نطلبه من شعبنا .
الشاعر وحيد راغب

مقالات ذات صلة

إغلاق