اقلام حرة

وعد بلفور ليس اول ولا آخر وعد يُقدم لليهود عبر التاريخ . بقلم الكاتبة : تمارا حداد

وعد بلفور ليس اول ولا آخر وعد يُقدم لليهود عبر التاريخ . بقلم الكاتبة : تمارا حداد .

الشعب الفلسطيني كان ومازال يعاني من الاحتلال الاسرائيلي ويريد الانعتاق منه بكل ما يملك من طرق وإمكانيات حتى يصل للتحرير وانه محب للحياة ومن حقه العيش كباقي شعوب الدنيا . فالشعب الفلسطيني واجه الاحتلال اكثر من ستة عقود من ظلم وتشريد وتمييز عنصري وهي معاناة مستمرة تمر تحت سمع وبصر المجتمع الدولي الصامت والخجول في نقده لدولة الاحتلال . فهناك جرائم اعدام يومية بحق ابناء الشعب الفلسطيني في كل انحاء فلسطين . وهناك اكثر من 12 مليون فلسطيني لاجئ خارج فلسطين واللاجئون جزء من واقعنا واغلبهم يعيشون في ظروف صعبة وفي مخيمات لا تصلح للسكن الادمي . و هناك اكثر من 7000 اسير خلف قضبان السجون الاسرائيلية النازية والذين هم جزء من واقعنا الفلسطيني . وهناك استمرار مبرمج لتهويد القدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية واستمرار الكيان الصهيوني بتفريغ الارض من الفلسطينيين . و الجدار الفاصل مقام على اراضي فلسطين وصادر قسما كبيرا منها وحول مدنها وقراها الى سجون وجعلها كنتونات وأشلاء متناثرة ونهب الجدار الارض وسرق الموارد الطبيعية وحرم الشعب الفلسطيني من الاراضي الزراعية باسم القوة والحفاظ على امن الكيان الصهيوني وأصبح الجدار عائق دون حل سياسي . كل هذه الجرائم كانت من نتائج وعد بلفور والرسالة التي ارسلها آرثر جيمس بلفور بتاريخ 2 نوفمبر 1917 الى اللورد ليونيل روتشيلد والذي دعى بها الى تأييد الحكومة البريطانية بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين . وهذا التصريح كان الدعامة الاولى لإقامة الكيان الصهيوني على ارض فلسطين . فبعد ضعف الدولة العثمانية اراد الشريف حسين مؤسس الثورة العربية الكبرى اقامة الدولة العربية على اراضي الحجاز وبلاد الشام . تم الاتفاق بينه وبين البريطانيين والفرنسيين بتقسيم البلاد فيما بينهم ولكن بعد تقسيم البلاد بين بريطانيا وفرنسا ضحكت على الشريف حسين ولم تعطه دولة عربية خالصة له والذي اضطر الشريف حسين الهجرة الى قبرص . ولكن ابنه الامير فيصل بقي في بلاد الشام ولكن تآمر البريطانيين عليه وتم شراء فلسطين من قبله وتقديم فلسطين لليهود وإقامة كيانهم عليها . وتم ذلك بوعد بلفور البريطاني للدكتور حاييم وايزمن وهو اول رئيس للكيان الصهيوني و ساعد البريطانيين بالفوز بالحرب العالمية الاولى . والذي قدم لهم مادة الاسيتون والذي استخرجها من الخشب واستعملها في صناعة الذخائر والتي بها انتصر البريطانيين في تلك الحرب وبمساعدة الدكتور الكيميائي حاييم وايزمن . فكافأ بلفور الدكتور حاييم وايزمن بإقامة وطن يهودي في فلسطين . وهذا الوعد جاء ضمن المهمات الربانية التي اقتنع بها بلفور بان تجمع اليهود في فلسطيني مرتبط بخروج المسيح عليه السلام ومن ثم اعتناق اليهود المسيحية وبالتالي نهاية العالم وتلك المهمة الربانية تحمل خلاص الانسانية من الشرور والمحن ليعم السلام مدة 1000 عام ومن ثم تقوم القيامة حسب عقيدة البروتستانت . وافق على ذلك الوعد كل من بريطانيا فرنسا وأمريكا واليابان وايطاليا ، ونتيجة ذلك هاجر اليهود الى فلسطين . لم يكن وعد بلفور التصريح الاول الذي ينادي بإقامة دولة يهودية على ارض فلسطين فأول سياسي اوروبي نادى بذلك كان نابليون والذي نادى علانية بإقامة دوله لهم ، فنابليون كان اول حجر اساس لإرساء الدولة اليهودية في العقلية اليهودية . فقال ” نابليون مقولته الشهيرة ان اليهود هم ورثة ارض اسرائيل الشرعيين الذي صدر 1799 ، ولكن بشرط ان يجندهم لحسابه واستجلاب اليهود وبأموالهم الى صفه . ولكن رفض اليهود الانصياع له لعلمهم بخسارته في الحرب العالمية الاولى فلجأ اليهود للبريطانيين . فالوعد مجرد حلقة وصل لزرع الكيان الصهيوني في قلب الامة العربية والإسلامية وهذا الوعد ليس اول ولا آخر وعد يقدم لليهود عبر التاريخ . رغم ان هذا الوعد غير قانوني لعدم امتلاك بريطانيا أي ورقة قانونية تثبت ملكية الارض لها ووعدها باطل في ظل القانون الدولي . إلا ان الدول الكبرى تحمي وجود الكيان الصهيوني لأهدافها السياسية والاقتصادية ، وللسيطرة على ثروات الشرق الاوسط . رغم هذا الوعد المشئوم فوجودنا على فلسطين ليس امرا طارئا بل له جذور متأصلة ومرتبطة بتاريخ وجغرافية هذه الارض مثل ارتباط أي شعب بأرضه الذي يوجد فيه اليوم ووجودنا على ارضنا حق طبيعي وليس قضية ايدولوجية بل قضية حياة . فمهما غاب الامل هناك صرخة امل وسنرى ارضنا جديدة خالية من المستعمرات الصهيونية ، وإنسان جديد صالح وانتصار جديد . وسيأتي يوما وكلمة الحق والسلام العادل والدائم سيعم بلاد فلسطين

مقالات ذات صلة

إغلاق