مقالات

هي هيك / د. طريف عاشور

هي هيك !

لست في معرض ولا يحق لي انتقاد قرارات القضاء الفلسطيني الذي نفخر به ، الا ان تساؤلات دارت في ذهني حول توقيت القرار وفورية تنفيذيه بدل تأجيله الذي جاء ظهر اليوم بخصوص النائب العام .

في احد المرات قال لي النائب العام الدكتور احمد ان الاحتلال الصهيوني قد اوقفه وهو في طريقه للاردن ، واجبره على خلع حذائه امام الجميع كنوع من الاذلال ، مع انه كان يحمل بطاقة ( شخصية هامة جدا ) ولما سألته عن ردة فعله ، قال : لاني اعلم هدفهم ، ابتسمت وبقيت بين ابناء شعبي في الطابور ، وحتى لم اراجع احدا .

ولما اخذ النائب العام القرار بتوقيف الجاسوس الخائن عصام عقل الذي يحمل جنسية واخلاق ترامب ونتنياهو ، علمت انه تم تهديده من قبل قوات الاحتلال بشكل شخصي ، بل وفورا اعلن نتنياهو ووزير امنه سحب بطاقة ال VIP منه ومعاملته بأذلال على الحواجز .

بل ان هجوما كاسحا كان شنه قاذورات الامارات عليه بعدما اوقف الشركات الوهمية وتحفظ على المال الذي اٌرسل ليٌشترى به بيوت من المقدسيين كي يحولوا الى المستوطنين ، فخرج كلاب السلق وهاجموا الرجل بشكل لا مسبوق .

بل ان الدكتور احمد ، وبفضل نشاطه الملحوظ في كافة دول العالم ، وتوقيعه بروتوكولات ومذكرات تفاهم مع عدة نيابات عامة عالمية كالروسية والايطالية وغيرها ، اضحى واحدا من الكفاءات الفلسطينية العالمية التي يشار لها بالبنان ، مما حدى باللجنة الاستشارية لترشيح قضاة المحكمة الجنائية الدولية ان تختاره عضوا فيها وهي احد المهام الاعلى على مستوى العالم التي لم يسبق لعربي تقلدها فكيف لفلسطيني .

بعد كل ذلك ، والنهضة الشاملة التي نراها ونسمع بها في النيابات العامة من حيث تعيين الشبان بدل الكهول وتعزيز النيابات التخصصية ورفدها واطاله مده دوامها على طرفي اليوم صبح مساء ، وغيرها من التراكمات القانونية التي بتنا نفخر بها ، يأتي في هذا الوقت هذا القرار وكأنه يقول للاحتلال : ها نحن قد ازحنا الرجل ، ومحونا اسم الدكتور احمد براك من اللجنة الدولية ، كل ذلك لان محاميا قام بعد 7 اعوام بالطلب وخلال ربع ساعه بمراجعة التعيين ، فكان القرار الفوري : الايقاف عن العمل لحين الجلسة القادمة ؟

اعتقد من وجهة نظري ، ان الكفاءات الفلسطينية تستحق اهتماما ورعاية اكثر !
د.طريف عاشور

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق