مقالات
أسئلة كثيرة تطرح اليوم من أهمها سؤال يتعلق بالأسباب الحقيقية التي قادت لحدوث نكبة 1948، كيف نحدد الأسباب الحقيقة للنكبة الحالية؟.
عبد الحفيظ اغبارية

قد يكون من الصعب أن يقوم الشعب الفلسطيني بإعادة قراءة متأنية ونقدية لتاريخنا منذ وعد بلفور عام 1917 وحتى الآن، لأنه لا يزال يعيش فصول النكبة بكل ثقلها ومآسيها، وهو يعيش في ظل حرب مستمرة، وبالتالي لم يتسنَ له أن يكون أكثر موضوعية، وأن يمارس النقد الذاتي بعمق، من هنا يصعب بالتحديد على الجيل الثالث أن يدرك ما هو الخطأ وما هو الصواب لما يجري في غزة، لأنه مستعجل الخلاص.
من هم في قطاع غزة، وبغض النظر من أي جيل هم، فإنهم يجمعون على أنهم يعيشون فصول نكبة مدمرة إنسانيًا وسياسيًا. القطاع اليوم مدمر بالكامل، وما دامت الحرب مستمرة، وما دامت في إسرائيل حكومة متطرفة وفاشية، فإن خطر التهجير لا يزال قائمًا، كما أن التهجير قد يحدث بشكلٍّ ناعم إذا توقفت الحرب وتأخرت عملية إعادة البناء.
والنكبة الحالية لا تجري في غزة وحسب بل هي تجري بأساليب أخرى في الضفة، سواء عبر عمليات عسكرية مباشرة دمرت حتى الآن معظم مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس، والنكبة في الضفة هي في سيل القوانين والقرارات التي تصدر يوميًا في إسرائيل حول ضم مباشر وغير مباشر لمناطق في الضفة، وصلت إلى أن يمنح للمستوطنين الحق في شراء أرض وعقارات داخل المدن الفلسطينية.
سؤال النكبة هو سؤال الماضي الممتد إلى ما قبل 1948، وسؤال الحاضر لأن الشعب الفلسطيني لا يعيش أحد فصول النكبة الأولى بل هو يعيش نكبة. ثالثة جديدة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، والأساس في كل ذلك هو أن ننظر للتاريخ والحاضر بعين المعرفة النقدية.