مكتبة الأدب العربي و العالمي
” المعلمة الأم قصة هندية “قام بترجمتها عبد الحفيظ الندوي
إحدى المعلمات تحكي قصتها :
” يا معلمتي ، هل تعطينني ألف روبية؟”
سؤال فيشنو . كان هذا الطالب الأكثر إزعاجاً في الصف، ذلك الذي لا يحترم أي معلم أو معلمة ، والذي يتغيب عن الحصص غالبًا. لماذا يطلب مني المال؟
قالت المعلمة الأخرى في الصف المجاور هامسة وكانت قد سمعت طلبه: “لا تعطيها له ، هو شرير ومشوش فلن يأتي إلى الصف مرة أخرى ولن تحصلي على المال”.
نظر إليَّ الطالب بنظرة يائسة.
“سأعيدها إليكِ بالتأكيد يا معلمتي ، ليس لدي من أسأل غيرك”. فطلب مرة أخرى.
لم أسأله لماذا، بل أخذت المال من حقيبتي و أعطيته إياه.
قال وهو يركض: “سأعيدها إليكِ، سأعيدها بالتأكيد”.
مرت الأيام ولم يأتِ إلى الصف.
وقلت في نفسي : هل خدعني؟ لماذا لم أسأله عن السبب؟ لا بأس، هكذا طمأنت نفسي.
وفي يوم من الأيام رأيته في الطريق وهو يحمل أكياسا
ثقيلة. ربما لاحظني، فابتسم لي واقترب مني.
“ماذا تفعلين هنا يا معلمتي؟ هل كنتِ تبحثين عني؟ سأحصل على المال غدًا وسأعيد إليكِ مالِكِ فورًا، سامحيني على التأخير”.
لم أدرِ ماذا أقول.
وبعد صمت قصير سألتُه: “لماذا لا تأتي إلى الصف يا فيشنو؟”
أجاب: “لن أعود يا معلمتي، أختي صغيرة وتحتاج إلي . مرضت أمي في ذلك اليوم الذي طلبت منك المال، ولكنها توفيت… لم أجد من يساعدني، وعندما أعطيتني المال ذهبت بها إلى المستشفى، ولكن فات الأوان. فقد توفيت والدتي سأعمل في متجر، سأعمل في أي مكان، سأعتني بأختي”. وتلعثم صوته وهو يقول ذلك.
وقفت حائرة لا أعرف ماذا أقول له
“سأعمل بجد يا معلمتي، سأدرس وأصبح طبيبًا، سأعتني بأختي”. وبينما يقول ذلك، بدا أكبر من عمره بكثير.
قلت له: “يجب أن تدرس يا فيشنو”. فتفاجأ ونظر إليَّ.
“كيف ذلك يا معلمتي؟”
“يمكنك ذلك يا فيشنو، تعال إلى منزلي غدًا وسأساعدك في دراستك”.
لم أنتظر ردًا منه ورحلت.
وفي اليوم التالي جاء إلى منزلي.
قال: “لماذا تتعبين نفسك من أجلي يا معلمتي؟”
“ليس تعبًا يا فيشنو، إنني معلمتك ومن واجبي أن أساعدك. يمكنك أن تفعل ذلك، ثق بنفسك”.
بدأ في الدراسة، وتفوق في الامتحانات. أصبح طالبًا متفوقًا، وأنا فخورة به.
ومرت السنوات، وتزوجت ورحلت مع زوجي
إلى بلد آخر بعيد يعمل فيه
ورزقنا الله بتوأم ذكر ، وأنثى ، وتزوجا عندما كبرا، وتوفي شريك حياتي ولم یعتني بي ولداي ولكنهما أرسلاني إلى بلدي من جديد وعندما زرت بلدي مرة أخرى وددت أن أعيش في دار المسنين ،والأرامل وأتعايش معهم حياة كريمة محترمة لكوني معلمة
وذات يوم قال لي عامل في دار المسنين : لديك زائراً يسأل عنك !
،وخرجت على العجل فوجدت فيشنو قائما ينتظرني ولقد أصبح طبيبًا ناجحًا مشهورا في المدينة
وقال لي: “شكرا لك يا معلمتي، لقد غيرتِ حياتي وعرفت من بعض معارفي أنكِ هنا وأنتِ حقا بمثابة أمي وقد أخبرتُ زوجتي عن أيامي المدرسية وهي فعلا تنتظرك أما لي وجدة لأطفالي تحكين لهم حكايات ، وأجرى إجراءات قانونية أن يأخذني معي
وبينما كنت أركب سيارته ، كانت عيناي تفيضان بالدموع.