يا دموع العين جفى
ماذا بك ؟ ألن تكفى ؟
تعبت عينى من رمادية لوحاتك
و ضاق صدرى من ضبابية طرقاتك
قضى الأمر و تحتم الفراق
وآد الإحساس و دفنت الأشواق
أتعرف كم هو مؤلم الخذلان ؟
أتشعر كم هو مفجع فقد الإحساس بالأمان ؟
فكم تحطم لى صروح و إنهارت حصون ؟
كفى فقد آن الأوان لأكف عن الجنون
ليتنى أستطيع لملمة باقى أشلائى الموجودة
و ليتنى أجد حواسى المفقودة
لن أغفر لقلبى حماقاته و براءته فى عشقى
فقد أضاع العمر منى حتى نلت عتقى
ليته لم يفارقنى صبرى
ليته لازمنى وإفترقنا عند باب قبرى
نعم فتحت خزانة الأحزان و لن تغلق
غرقت معها فى بئراً عميق و لا أجد ما به أتعلق
يوم سلكت طريقك خوضت أفشل مغامرة
فما كان القرب منك سوى لعب بالنار و مقامرة
بما أبوح و القلب ينزف من الجراح
فما بداخلى لن يجدى معه كلمات ترثو أو نواح
هدد كما شئت و حطم ما تبقى
فما عدت أحتمل ما أعانيه فى قربك فعجل بدهس ما تبقى
هدد كما شئت أنا لا أبالى
حطم كما شئت قصوراً بنيتها فى خيالى
خذلتنى و خيبت فيك ظنى
و جعلتنى أندم على سكناك ذات يوم بعينى
كل الأقنعة تساقطت و ظهرت الحقائق جلية
كسا دنيتى بالسواد من أقسم أن تظل على حالها وردية
ليت الزمن يعود بى للوراء قليلاً
لأنجو بقلباً لم تستحق يوماً أن يظل بك عليلاً
ما عدت أعرف أجلس وسط أطلال المحراب
أم أسعى وراء الوهم و السراب ؟
بما يفيد عتابى ؟
أنه يزيد عذابى
ما عاد يجدى الصبر
وسط نيران تشتعل بالصدر
إنى سعيت و خاب سعى
فكم حاولت و توالى قمعى ؟
أوراقى تناثرت و كسرت أقلامى
ورودى دهست و بعثرت أحلامى
أنظر حولى فلا أجد سوى العدم
أفكر فما مضى فيقهرنى الندم
الضباب الأسود ..