شعر وشعراء

وغدًا يطوّقنا السرابُ – كلمات Amr Madi – عمر مهدي

وغدًا يطوّقنا السرابُ
نبوس أقدام الزمانِ
لكي يعيد لنا الزمانَ،
نتوه يا أمي كما اعتادت حقائبنا ملاحقة الشراعْ
وعلى الذين نتوقُ
ألف حمامة ناحت، وكم عرافة باحت بأسرارِ
المسافة والنوى. فنموتُ
كي نلقى الأحبة مرة لكنه الموتُ
البخيل بكلِ
ألوان المتاعْ
أم يا ترى البحر المراوِد غرّنا؟
ما زال يعبثُ
بالحنين إلى البذورِ
أراه يمزح مخرجًا للاهثين وراءَ
لقمة عيشهم طرف اللسان / ملوحًا بالنارِ
فوق ركام من سبقوا،
ويثقب ما تبقى من ملامحنا، ويحفرُ
في التذاكر جملةً
ما أبعد الأحلامَ عن خطواتكم
ما أتعب الوجهَ المشاعْ
أماه، هل ظل الرفاق يوزعون الدفءَ
بعد رحيلنا ؟، فوصيتي أن يملأَ
الدفءُ الغياب وغرفتي..
أماهُ
ما زلنا نعانق صبرنا، في الليلِ
أقترف القصيدَ، نرتلُ
الشاي المحلى بابتسامتها، ولكنَّ
الغِناءَ
بدونها
وجعٌ
س ل ا مٌ
فالذين أحبهم ما فارقوا،
وأنا الذي اختار الهزيمة في الصراعْ.
ما زلتُ يا أمي
غريبًا
في بلاد كلُ ما فيها
غريبٌ
كالحبيـــــــــــبــَةْ.
الصمت رائحة الغريبِ،
وأينما أمضي سيفضحني
المكانُ،
فلن أبالغَ في التخفي، وانشغالي بالهواتفِ.
يا أنا،
هل يُحتسى شايُ العروبةِ دون أوتار العروبةْ؟
في جيب معطفي المبللِ
بسمةٌ
هي كلُ ما تركَ
الغريبُ
مع الغريبِ
، وقُبلةٌ
أيضاً غريبةْ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق