مقالات

خالتي أم إبراهيم ونعجة الفقير

نضال علي الحسين

من هون لهون …
( تتصلوا ع.النبي)

كانت هذه عبارة خالتي أم إبراهيم كلما وافقت على أن تحكي لنا حكايه من حكاياتها التي كانت تقصها علينا في ليالي الشتاء المظلمة والطويلة…
حيث كنا نلتف حول صوبة الحطب أو الجلة
والجلة تسمية كنا نطلقها على روث البقر ..أكرمكم الله
يعني فضلات البقر
كانت أمهاتنا تجمعه وتنشفه في الصيف لنشعله في الشتاء ونتدفىء عليه لنتقي البرد …

وذلك بسبب غياب المازوت من بيوت أهل القرية …

(المازوت لايدخل بيوت الفقراء في قريتنا…)

المهم
والكلام لخالتي أم إبراهيم
كان عند المختار كلبان
كان يسمي الأول صه والثاني صف
وكان يطلقهما على دجاجات أهل القرية ..
ولا واحد من أهل القرية يعترض…

وصل النفاق بأهل القرية

أنهم صاروا يسرقون الدجاج من بعضهم وقسم يقدمه ل.صه وقسم يقدمه ل.صف إرضاء للمختار….

على أطراف القرية رجل فقير الحال ينصب خيمة يقيم فيها وعائلته …
عنده نعجة وخروف صغير …يحلبها كل يوم يبيع قسم من حليبها ويشتري خبزآ ويصنع لبنآ من القسم الآخر ليطعم أولاده….

في يوم من الأيام استفاق الفقير وجد صه ينهش بنعجته وصف ينهش بالخروف…
راح يشتكي لأهل القرية…

بدورهم أوصلوا الخبر للمختار…
تناول عصاه وذهب إلى خيمة الفقير…وقال
( هذا لايجوز ولكن صه وصف لم يكونا مخطئان من المؤكد أن الخروف قد إعتدى عليهما)

نظر أهل القرية إلى بعضهما مستغربين وبدت عليهما علائم الاستهجان من الجواب)
ولكنهما لم يبديا أي امتعاظ أو اعتراض فالمختار بيده عصاه لمن يعصاه….

راح أهل القرية يتوسلون للمختار لإيجاد حل لمشكلة الفقير….

توصل المختار لحل يرضي الجميع حسب رؤيته
فطلب من أهل القرية التبرع لشراء نعجة بديلة وأن يرحل الفقير وينقل خيمته إلى مكان أبعد ليتجنب أكل نعجته مرة ثانية وأن يضمن ألا تزعج نعجته الكلبين…

تبرع أهل القرية بالمال وأعطوه للمختار …
أخذ المختار الأموال واشترى نعجة عرجاء لا تحلب ولا تلد….
ونقل خيمة الفقير إلى مكان بعيد…

استسلم الفقير للأمر الواقع بعد أن تخلى عنه أهل قريته….
وبقي كلبا المختار صه و صف
كل يوم يأكلان من غنم أهل القرية إلى أن انتهت أغناهم وصاروا يشتغلون رعيان عند المختار …
وتوته توته خلصت الحتوته..
وقالت خالتي أم إبراهيم في نهاية الحكاية
( يلا قوموا ع.النوم ياأولاد)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق