مقالات
وتستمر الأفراح رغم الجراح- جمال شدافنة
كنت اشارك احد اقاربنا فرحتهم بزواج احد ابنائهم فلذات اكبادهم في اجواء من الغبطه والسرور فأحيانا اقوم لمشاركتهم الدبكه الشعبيه واحيانا اخرى اجلس على كرسي اتأمل واتفكر في تعاقب الأجيال في العائله خاصه وفي الناس عامه
ها هم بعض كبار السن من العائله اللذين كانوا يرقصون ويدبكون ويقفزون بهمه ونشاط ويتمازحون وتملأ قهقهاتهم اجواء العرس وتقطع سكون الليل
قد أخذ العمر من شبابهم وصحتهم كل مأخذ
يتحاملون على انفسهم ويحاولوا المشاركه بالشيئ القليل ويلتف اصحاب العرس حولهم ويقدرون لهم ذالك في احترام وتوقير وتكون لهم معهم ذكرى جميله حينما يجلسون ليشاهدوا فيلما يستذكون فيه افراحهم
وهم بدورهم يتبسمون وكأنهم يريدون ان يشعروا انهم ما زالوا شبابا وانهم موجودون ويشاركون
يا الله من كانت شعور رؤوسهم حالكه السواد اصبحت تشتعل شيبا
اصبحنا نرى وجوها جديده كانوا اطفالا يصطحبهم ابائهم وامهاتهم ويركضون في العرس تحت الأضواء اصبحوا في عنفوان شبابهم يملؤون العرس صخبا وجلبه
وتستمر دوره الحياه وتتعاقب الأجيال
نظرت الى اقربائنا وهم يتراقصون ويدبكون كلما كانوا اقرب للعريس كانت فرحتهم اكبر
تأملت الوجوه فوجدت ان ام العريس كانت اكثرهم فرحه حتى انها كانت تغني بعفويه دون اراده
وتنظر الى ولدها وهو ينظر اليها وكأنها تسترجع قصه حياتها منذ ان ولدته الى ان اصبح عريسا يرقص امامها
واحيانا تحبس دموع الفرح واحيانا تندرج على خديها دون اراده منها
وخصوصا في فقره الحناء
ورويدا رويدا ينخفض صوت الموسيقى ثم تصمت ولكن الأحاديث بين الأقارب تستمر وتقطع سكون الليل وتتناغم مع صوت تجميع الكراسي وينفض العرس
وتهبت نسمات خفيفه بارده فتبعثر اوراق الحلوى
من خواطري