مقالات

رسالة وجع – نضال علي الحسين

ياليتني لم أولد ولم إلى ماأنا فيه الحال قد وصل
وإذا هناك من يسأل عن سبب ماأقول …فوضع الحال بالإجابة كافيا…..
مشرد ..فقير….منبوذ بجنسيته وفوق هذا لا سكنآ ولا مسكنا….

أداري وجهي عن كل عارف ومن حالي وبحالي يبكي على حالي الخجل…
حالي ك.حال كل عربي
أجار البيت يدمي مدمعي والجوع يسكن بيت كل من بشرفه متمسكآ…
هذي حالي وحال كل مواطن ولد في بقعة يحكمها من لا أصل له مجهول النسب…
ينسى المواطن ماكان عليه ويسعى لأي عمل وبمقامه وإنسانيته ليس مكترثآ

الجوع يسكن بيت كل مواطن مشردآ أو نازح في وطنه أو خارج الوطن.
والبؤس يحيط من كل جانب.
إن لمتني على ماأقول أو عما أنا فيه سأجيبك بكل صراحة….
أنا المشرد ومثلي من المشردين كثر…
إن عدت من تشردي فأين هو مسكني وأنت تعلم أنه تدمر وأثاث بيتي قد نهب.. وكيف أعود…؟؟
وينتظرني في بلادي الذل والسجن وبأحسن الأحوال القتل…. والجوع في أمعاء أولادي قد سكن ….وإن بقيت في الغربة كيف للمؤجر حقه أدفع. …إن جاءني مطالبآ وبعالي الصوت يصرخ عاليآ ويعيرني باللجوء ويهددني لبلادي بأن إلى حكامي سيعيدني….
هذا أنا
وأنا من بلاد الخير فيها عامر والمواطن يعيش الفقر واللص بالخيرات يتنعم.

وماذا أقول لزوجتي
إن قالت الاولاد من الجوع. يتضوروا….
وك.غيرهم للمدارس لايذهبوا
فكيف أجيب وأنا كما ترى وتعلم عاجزآ
أو كيف أفكر بما لي أو بما علي وأنا في ذل الغربة وبالفقر غارقا….في وطني غريب وفي غربتي غريب …
واللص في بلادي حاكمآ والكلب ياصديقي أصبح قاضيآ…والشيخ يفتي بجواز الصبر وأن اللص ولي الله ويدعي بأنه بشرع الله حاكمآ.

أنا المواطن المشرد من بلاده أو كنت في موطني فأنا مشرد….
أفنيت عمري أتغنى بوطن وإذ بوطني اليوم إلي متنكرآ…وما كنت عن خدمته يومآ متخلفآ ولا عن واجباتي تجاهه يومآ متخاذلآ…

( اللص هو الوطن والمواطن مسروق)
هذا هو في بلادنا التعريف بلا تحريف ولا تزييف

هذه الحال إذا كان لك عن أحوالي تسأل…؟
وهذا هو الجواب بلا مواربه ولا نفاق…

إن… زارَنييومآ ضيفآ أو صديق أو كان سائلآ ..
بكيت من قهري ولدمعي خافيآ
ياصديقي
سرق اللصوص أموالنا وسلبوا كرامتنا

دعني أحدثك عن حالي
أصبحت والكلاب في الشوارع سواسية فلا لها مأوى ولا لي منزلا..

( اللصوص سلبوا حقوقنا…)

اليوم بنتي تموت من المرض وابني يمشي حافيآ….هل هذا لسؤالك كافيآ…

إنتظرني سأكمل لك قصتي…

لقد بعت كبدي لأجل أبنائي مرغمآ…والمشتري على بيع أعضائي مساومآ…
يا صاحبي
أرسل لي إن كان لديك لما تبقى من جسدي شاريا….
فلا العلم ينفعني وبالجهل أصبحت غارقآ…
يا صاحبي
الفقر فعلا كافرآ والذل إلي قادما….
لا تسأل عن حالي وبربك بحالي كن منصفآ ألست بكلاب الشوارع متساويآ.

لا تلوم من كان في بلاده إبن عز واليوم صار متسولا…
ومن يلوم من كان لشرفه حافظآ إن باع كبده أو عينه كي لا يهان ولا شرفه منتهكآ….

هذي بلاد العرب وهذا المواطن وكل ذنبه أنه في بقعة إسمها عربية قد خلق….
لا تسأل …
إن رأيت من كان عالمآ ورأيته اليوم عاملآ في ورشة أو يعمل عتالآ بعربة أو على ظهره بضاعة حاملا….أو رأيت طبيآ في مطعم للصحون جاليآ …فلا تحزن كثيرآ إن وجدت من في الجيش كان مخلصآ واليوم على باب مسجِدٍ واقفآ.

هذي هي أحوال من تعلم في مدارسهم بأنهم خير أمة أخرجت للناس وأن كل بلاد العرب للمواطن أوطان….
هذه هي الأحوال فبحق من خلق السماء بلا عمد وللأرض قد بسط لا تسأل العربي عن حاله ولا تسأله لما لايبتسم ولما يعيش حياته نكد…بنكد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق