مكتبة الأدب العربي و العالمي

الجزء_الثاني_والأخير_من_ارض_الجن

نزلت الدرج فوجدت بابا أمامي ومعلق خلفه رداء غريب مكتوب في ورقة معلقة عليه لو وصلت إلى هنا فارتدي هذا الرداء حتى لا يعرفك أحد وفتحت الباب فإذا بي في شارع كبير ومظلم ، غطيت رأسي وقلت في نفسي أن مالينسا لابد أنها تسكن في هذا الشارع بل بجانب الباب ونظرت للباب

فاختفى أثره تماما . أخذت أمشي بالشارع وأنظر للبيوت العجيبة الغريبة وفجأة أحسست أن أحدا يتتبعني. فخفت ولم أشأ أنظر خلفي ، ولكني بعد أن مشيت مسافة استدرت فجأة فوجدت في وجهي مالينسا تبتسم وتقول لي : لم أكن أتوقع ان تنزل من أجلي ، لقد تحداني أهلي عندما أتاني من يخطبني

وصارحتهم بالحقيقة فعنفوني وقالوا لي : أنتِ واهمة فهذا الإنسي لا يحبك ولن يهتم بأمرك ، وأكبر دليل أنك قلت أنك أعطيتيه كلمات استحضارك ولم يشأ أن يذكرها مرة واحدة .
بكيت كثيرا إلى أن ساعدني جدي وقال لي : سأرسل له رسالة في حلم وإن اهتم فهو جيد وإن لم يهتم فلا تفكري فيه مرة أخرى ، بل وانسيه تماما .

ظلت مالينسا تبكي ودموعها تنهمر وهي تعتذر عما فعلته ولكنها كانت مضطرة فقد تحدت أهلها .
ابتسمت ونظرت في عينيها قائلا : لا تبكي يا فتاتي الجميلة فأنا حقا ضاعت الورقة بسببي وحزنت جدا لضياعها ، ولكن لم أكن أتصور أن تكوني في خطر وأقف مكتوف الأيدي ، وإن كانت حياتي هي الثمن فسأدفعه راضيا .

اصطحبتني لمنزل في الشارع ودخلت فإذا بأسرة مكونة من خمسة أفراد . عرفتني مالينسا بأبيها وأمها وجدها وأخيها الأصغر وأختها الصغرى .جلست معهم واعتذروا لي عما ظنوه في ، وأخبرتهم أني تركت دراستي في فرنسا وأتيت قاطعا كل تلك المسافة لآتي إلى هنا . قال الأب : يمكنني أن أرسلك إلى فرنسا من خلال عالمنا في بضع ثواني وتخرج من أحد الأبواب هناك .

قلت له مبتسما : إذن يمكنني زيارتكم في أي وقت وأنا هناك .
فأجاب : أجل يابني يمكنك ذلك فقد أصبحت واحدا منا وقد أحببتك مثل ابني ، مالينسا كذلك تدرس الطب هنا وستكون طبيبة ماهرة ، وكذلك يمكنك زيارة أهلك من خلالنا ولكن أرجو ألا يعرف أحدا هذا السر نهائيا حتى لا نضطر لغلق تلك الأبواب مع عالمكم .

نظرت لمالينسا وكاد قلبي يطير من الفرحة بأني يمكن أن أزورهم في أي وقت وكذلك أن أهلها قبلوني وعلمت أنهم بخير . ومن يومها وأنا أزورهم وأتبادل خبرات الدراسة مع مالينسا فقد كانت تفوقني ذكاء وبمساعدتها أصبحت الأفضل في الجامعة وها قد اقتربت من إنهاء دراستي وكذلك مالينسا وأنا أرتقب الفرصة لأطلبها من أهلها
نلتقي على خير في حكاية جديدة إنشاء الله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق