مكتبة الأدب العربي و العالمي

مغامرة_الثالثة_الجزء_الثاني_رحلة_الى_عالم_أخر

اقفلنا راجعين الى حيث ركن صدام سيارته ونحن نلتفت يمينا وشمالا ومن الخلف حتى وصلنا الى زاوية التي ركن فيها صدام سيارته ولكن المفاجأة التي أفزعتنا أن سيارة قد إختفت تماما من مكانها ولا يوجد لها اي أثر….

إلتفت لصديقي صدام وقلت اصبحنا في مأزق حقيقي ولا ندري مانفعل …فوسيلة النقل والوحيدة التي جأءنا بها قد إختفت ومن دون أثر وسكان القرية قد أغلقوا الابواب واطفوا الانوار ولم نعد نسمع لهم اي صوت ولا حس …

قلت ربما يكون شخص ما قد تسلل من خلفنا وسرق السيارة
لكن صدام أخرج مفتاح من جيبه وقال : المفاتيح معي ..ثم إننا لم نسمع صوت محرك السيارة اذا جاء أحد لسرقتها …شيء غريب يحصل معنا هنا

إلتفت لصديقي صدام وقلت : إسمع …نحن لسنا لوحدنا في هذا مكان .. هناك أشخاص ينظرونا الينا وهم مختفيين ..أحس ان هناك عدة أعيون تراقبنا …أنفاسهم في كل زاوية من هذه القرية من الافضل ان نتراجع بهدوء ونبقى منسحبين للخلف ونحن نراقب القرية…اياك ان تحدث اي ضجيج او صوت .فقط إنسحب بهدوء
فقال صدام على الفور: والسيارة ؟ ماذا نفعل من دونها انسيت اننا على بعد 130 فهل نقطع كل هذه المسافة من دونها …لن أرجع من دون سيارتي

وهل حياتنا اهم من سيارتك؟!! …إفهم يا صدام نحن لسنا في قرية التي يعيش فيها أقاربك ولسنا على بعد 130 كم
نحن وقعنا في قرية غريبة اخرى ..وربما قد إبتعدنا حتى على مسافة 130 …نحن بصريح العبارة ضللنا الطريق وهذا الصمت الذي تسمعه الان قد ينقلب الى شيء أخر إذا استمرينا في بقاء هنا … ربما هذا تحذير منهم حتى نخرج بسلام قبل أن ينقلب الوضع … وسيارتك بعدما نصل الى ولاية تبلغ عن إختفاءها في هذا مكان ..دعنا نرحل الان ونبحث عن مكان ننام فيه حتى الصباح وبعد ذلك نعود للطريق التي جاءنا منها لعلنا نعثر على مركب ما يأخذنا معه الى المدينة

خرجنا من تلك القرية ونحن نراقب ما قد يأتي من خلفنا وابتعدنا قليلا عنها وبقينا نمشي في الخلاء تحت ضوء هواتفنا ونحن لا نعلم الى اين نسير فقط نتبع أثار السيارة التي جأءنا بها وحين إبتعدنا قال صدام وهو غير مطمئن بخروجنا الى خلاء في الليل

ماذا نفعل في القفار وفي الليل ؟!! …. أخشى ان تهاجمنا الذئاب او تلدغنا الافاعي.. الم يكن من الافضل لو بقينا هناك
فقلت في غضب
الم يكن من الافضل لي أنا لو بقيت في البيت ؟ …ما الذي جعلني أتبعك في هذه الليلة منحوسة ..كنت في امان الله وها انا أمشي معك الى مصير لا أدري ما خاتمته
اراد صدام ان يتكلم فقاطعته

لا اريد ان أسمع منك اي تعليق ولا صوت فقط إتبعني ودع هذه الليلة تمضي على خير
قطعنا مسافة بعيدة ونحن نبحث عن مكان نقضي فيه الليلة وبينما نحن نسير في قفار لمحنا نارا بعيدة وخيمة وحولها أشخاص فقال لي صدام من هولاء برايك ؟!!

قلت له ان هولاء يبدو من البدو والرحل … نستطيع ان نقضي الليلة عندهم وفي صباح نبحث عن وسيلة نقل توصلنا الى ولاية .
تقدمنا الى حيث مكان خيمة والنار فنهض الرحل مرحبا بنا ودعنا لتناول العشاء وشرب الشاي مع أسرته ….كانت في الخيمة زوجته وبعض من اولاده وأقاربه وغير بعيد منا كانت هناك قافلة من البعير وهي جالسة في بطن الواد
التفت الينا الرجل وقال

ماذا تفعلون في القفار لوحدكم في هذا الليل ؟
تنهد صدام وقال الحقيقة لقد اضعنا الطريق وحدث معنا أمر غريب فنحن كنا معزومين لحفل زفاف عند أقاربنا في القرية القريبة الموجودة خلف التلة وحينما دخلنا اليها لم نجد اي حد منهم رغم اننا سمعنا أصواتهم وسيارتنا التي جأءنا بها قد سرقها أحدهم واختفت ..لذلك خرجنا منها وقررنا العودة بمفردنا .

إستغرب الرجل من كلام صديقي صدام وقال في ذهول
– عن اي قرية تتكلمون يأولاد ؟!!! هذه المنطقة كلها قفار ولا توجد في هذه الارجاء اي قرية …………

لا يوجد أحد في الجوار…وكل هذه الارض التي حولنا في هذه المنطقة هي قفار وصحاري ورمال وجبال فقط ..فليس هناك اي بشر يعيشون في هنا ماعدا بعض قوافل البدو والرحل التي تمر من هنا بين الحين والآخر فليس هناك اي قرية كما قال لنا الرجل الذي إستضافنا في خيمته ….

قضيت الليل كله أفكر في كلام هذا الرجل .وأحاول أن أجد تفسيرا منطقيا لما نحن فيه وكيف ان أضواء إنطفت تماما لم وصلنا وإختفى السكان منها وماذا حصل مع سيارة صديقي صدام التي لم نجد لها أي اثر …ترى كم نبعد الان عن منزلنا ؟ فنحن لا نستطيع حتى إتصال بأهلنا حتى نخبرهم بما حصل معنا فنحن منفصلين تماما عن العالم الخارجي ..فمن تكون تلك القرية التي دخلنا اليها ؟!! هل هي قرية أشباح مثلا ؟!! هل تكون تلك القرية مسكونة بالعفاريت ؟!! صحيح انهم لم يظهروا امامنا ولكن أحسست اننا كنا مراقبين في كل إتجاه فلو بقينا مدة أطول هناك لهاجمونا ….يتبع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق