مكتبة الأدب العربي و العالمي

أرض_الجن

……. منزل قديم متهالك يتوسط الأراضي الزراعية بقريتنا لا أحد يعرف من بناه ولا أي شيء عنه غير أن أجدادنا كانوا يقولون أنه كان يسكنه زوجان منذ زمن بعيد ولم يعرف أحد عنهما شيئا، وأرضنا كانت بجانبه وكنت أحب اللعب بالقرب منه وأبتعد عن اللعب مع الأولاد لأني انطوائي بعض الشيء وبينما كنت ألعب في يوم وجدت فتاة ترتدي زيا غريبا عن الزي المعهود في قريتنا وكان شعرها لونه أحمر وعيناها خضراون جدا وكأنها ليست حقيقية وليس من عالمنا ،

وجدتها تلعب باللعب التي تركتها بالأمس بالقرب من المنزل ، سألتها لماذا تلعبين بلعبي فقالت : أحببت شكلها وما تملكه من لعب لا يشبه هذه اللعب ، طلبت مني أن تلعب معي وسألتها أين تسكنون في القرية ؟ قالت نسكن بالقرب من هنا ولا تسألني كثيرا لأن والدتي تحرج علي الكلام مع الغرباء ، قلت لها على الأقل أعرف اسمك ؟

قالت : اسمي مالينسا ويمكنك مناداتي ما سيا .
ظللت على هذا الحال طيلة فترة كبيرة من الزمن ولم أكن لأخبر أحدا من زملائي ولا أهلي عنها فقد كنت أخاف أن يمنعوني من اللعب في هذا المكان وكذلك لأني وعدت ما سيا قبل ذلك أني لن أخبر أحد عنها لأنها صرحت لي أنهم يسكنون أسفل المنزل وإن علم أحد بذلك فسيهدمونه. اجتزت الثانوية وكان لزاما علي أن أسافر لفرنسا لأكمل تعليمي الجامعي هناك ، وذهبت لأودع مالينسا وكانت حزينة جدا لرحيلي

ولكنها أعطتني ورقة فيها ثلاث كلمات فقط طلبت مني أن أحتفظ بها جيدا وإن احتجتها في أي وقت أنطق الثلاث كلمات ، ذهبت لفرنسا ودخلت الجامعة واحتفظت بالورقة وكانت الجامعة في بدايتها صعبة علي وألهتني الدراسة عن كل شيء حتى الورقة التي كنت محتفظا بها نسيت مكانها ،

وجاء الشتاء فأخرجت ملابس الشتاء كي أرسلها لمغسلة بالقرب منا وأعادوها إلي ولبست البنطلون وتفاجأت بورقة في جيبه وكانت قد ابتلت بالكامل وتلاشت الكلمات وحزنت جدا لأني تذكرت أن الورقة كنت محتفظا بها في جيب البنطلون . ومرت عدة ليالي علي وأنا حزين ولكن ما خفف عني أن الدراسة بقي عليها شهور بسيطة وتنتهي وأعود لأهلي بعد غياب عامان في أجازة طال انتظارها ، ولأني سأقابل مالينسا

ولا أدري ماذا أصبحت فهي قد أخبرتني أنها تتعلم هي الأخرى ، وبعد شهر تقريبا حلمت حلما غريبا فقد رأيت فتاة محبوسة في قفص حديدي بجانبها مخلوقان يشبهان الكلب ولكنها أضخم وأنيابهما أكبر ومظهرهما مريب وهذه الفتاة تستنجد لأنها سيتم حرقها في نار مشتعلة ، وبينما أنا أتأمل في الفتاة إذ نظرت إلي ودمعت وقالت انقذني يا عبدالله .

استفقت فزعا من نومي وعلمت أن مالينسا من كانت تستنجد وقررت أن أنزل أجازة أسبوع وحذرتني الجامعة من خصم درجات مني لانقطاعي بدون تقديم عذر مقبول فتعللت لهم بأن نفسيتي تعبت وأريد الذهاب لأهلي لأراهم ، لم أتصل بأهلي ولا بأحد ولكني اتصلت بعمتي الاي تعيش في قرية مجاورة واخبرتها بما سأفعله وأني سأنزل أجازة أسبوع

وسأقوم بإخفاء ذلك عن أهلي وحكيت لها كل ماحدث وكانت تحبني جدا وتقدر كلامي ووعدتني أن تساعدني ، نزلت ووضعت أشيائي عندها وذهبت للقرية ليلا وذهبت للمنزل وسط الزراعة فوجدته كما هو ، أخذت أبحث وأبحث بداخله عن اي شيء ولكن لا فائدة ، المنزل قديم ومتهالك ولم يدخله أحد قط من زمن بعيد وأخذت أنادي ولكن لا إجابة ، جلست بجانب الحائط وأخذت أفكر في أي معلومة ترشدني وكان يوجد درج من خشب فنزلت من عليه ولكن انزلقت قدمي

فوقعت على الأرض وأحسست أن تحتها فارغ فأخذت أبحث فوجدت بابا مصنوع من الخشب رفعته فرأيت سلما وعلى أول درحة وجدت ورقة مكتوبة وموضوع فوقها حجر ، رفعت الورقة فإذا هي من مالينسا تخبرني بأن أسرتها تم أسرها من قبل قبيلة أخرى أغارت عليهم وأنها ستذهب للبحث عنهم وإن وصلت للورقة فاعلم أني لم أنسك يوما وكنت أحاول كل أجازة لي أن آتي لمكان لعبنا وأتذكر كل شيء ، وطلبت مني في الورقة بأن لا أتخطى السلالم حتى لا اتوه في عالم مختلف عن عالمي ، ولكني آثرت أن أنزل لأبحث عنها مهما كلف الأمر وإن كانت حياتي هي المقابل فلن أبخل بها ونزلت الدرج لأسفل …يتبع ….

#عن قصص حكايات. العالم الاخر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق