مكتبة الأدب العربي و العالمي

#المغامرة_الثالثة_رحلة_الى_عالم_اخر_الجزء_الأول

جائني إتصال هاتفي من صديقي صدام يخبرني فيها انه بحاجة الى مرافق يذهب معه الى القرية التي تبعد عن مدينتنا مسافة 130 كم لحضور زفاف أحد أقاربه هناك وهو يتمنى لو أرافقه كنوع من تغير الروتين وتسلية في الطريق. …لم يكن بيدي حيلة سوى موافقة على طلبه
الشمس تميل ناحية الغروب والليل قد بدا يفرش ستاره الاسود على الكون ونسمات الصيف الباردة تنعش الاجواء في هذه الاثناء………….

فبعد صلاة المغرب وجدته أمام باب ينتظر بسيارته لصطحابي معه الى العرس واتجهنا غربا خارج المدينة …لم يكن هناك اي لافتات او إشارات في طريق تدل على مكانها بل ان الاجواء كانت مظلمة بشدة لا يكاد نرى شيء امامنا سوى وميض خافت من ضوء القمر و بعض من بقايا الطريق القديمة التي تأدي الى قرية كان صديقي صدام لا يكف من حديث عن أقاربه الذين تعرف عليهم بصدفه في إحدى زيارتهم الى مدينة وكانوا هم من طلبوا منه دعوة لحضور حفل الزفاف وقد اخذ منهم عنوان القرية وطريق المأدي اليها

مرت ساعتين كاملتين ونحن في طريق لدرجة أحسست ان صديقي صدام قد اضاع عنوان القرية فقد كان شارد في تفكير ويلتفت في كل إتجاه لعله يبصر بصيص ضوء او أي إشارة يمكن أن تدل على عنوان توقف فجاءة وأخرج هاتفه وراح يحاول ان يتصل بأقاربه حتى يعرف منهم عنوان القرية بضبط ولكن إشارة الاتصال كانت منعدمة في ذلك مكان فكر قليلا وقال أحس أننا قد ذهبنا اكثر من 130 كلم اليس كذلك ؟

فقلت له هل انت متأكد ان القرية في الاتجاه الغربي ؟
نعم متأكد هم أخبروني انها تقع غربا مع الطريق بين الجبال ونحن قد تجاوزنا هذه المسافة على ما أعتقد
-فما هو الحل الان ؟!!
رفع يداه في تحصر وهو لا يدري ما يفعل وقال
لا أعلم ربما علينا العودة أدراجنا فلا يمكن أن نتوغل في الخلاء كثيرا وليس من نصيبنا ان نفرح معهم في العرس
ادار صدام المقود سيارة وعاد من خلف للعودة من حيث اتينا

وبينما تقدمنا قليلا اذا بنا نسمع صوت طرب وموسيقى يصل الى مسامعنا لا يعكر هدوء الليل..
إبتهج صدام وقال هل تسمع هذا الصوت؟ اكيد هذا صوت العرس انه قادم خلف تلك التله

رجعنا مرة اخرى صوب صوت الموسيقى والطرب ورحنا نتقدم قليلا حتى بدأت أنوار القرية تتضح أمامنا من بعيد ونحن نتقدم اليها ….لكن الغريب انه حينما وصلنا اليها ساد صمت عجيب وهدئ كل شيء.. كأن القرية لم يكن فيها اي عرس أو كأن العرس قد انتهى مع أوصولنا اليها ..

ركن صدام سيارته في أحد زاوية القرية وترجلنا من سيارة وتقدمنا شيء فشيء ولكن لا أحد كان موجود هنا الجميع قد اختفوا تماما وكل الابواب موصودة حتى الانارة التي كنا نراها قد إنطفت بالكاد نرى طريق قليلا على ضوء القمر ….
إنتابني إحساس بالقلق والزعر فقلت لصدام

أين أهل القرية ؟ لا احد في الجوار احس اننا نتجول في قرية خاوية وقد بدات اشعر بتوتر من هذا المنظر …
اخرج صدام هاتفه المحمول وحاول الاتصال بأحد من أقاربه ولكن الإشارة كانت مقطوعة هنا ايضا إلتفت الي وقال
ربما قد أخطنا العنوان مرة اخرى فلا أعتقد ان هذه هي القرية التي حدثني عليها اقاربي فالقرية التي يعيش فيها اقاربي بها إشارة هاتف وهنا كما ترى لا يوجد …

ربما قدشعرو بقدومنا فدخلوا الى منازلهم ولا يريدون إستقبالنا علينا أن نخرج بسرعة قبل ان يحصل شيء لا يحمد عقباه
اقفلنا راجعين الى حيث ركن صدام سيارته ونحن نلتفت يمينا وشمالا ومن الخلف حتى وصلنا الى زاوية التي ركن فيها صدام سيارته ولكن المفاجأة التي أفزعتنا أن سيارة قد إختفت تماما من مكانها ولا يوجد لها اي أثر….

اصبحنا في مأزق حقيقي ولا ندري مانفعل فوسيلة النقل والوحيدة التي جأءنا بها قد إختفت ومن دون أثر وسكان القرية قد أغلقوا الابواب واطفوا الانوار ولم نعد نسمع لهم اي صوت ولا حس …
قلت ربما يكون شخص ما قد تسلل من خلفنا وسرق السيارة
لكن صدام أخرج مفتاح من جيبه وقال :
المفاتيح معي ..ثم إننا لم نسمع صوت محرك السيارة اذا جاء أحد لسرقتها …شيء غريب يحصل معنا هنا…… يتبع

…….. اقفلنا راجعين الى حيث ركن صدام سيارته ونحن نلتفت يمينا وشمالا ومن الخلف حتى وصلنا الى زاوية التي ركن فيها صدام سيارته ولكن المفاجأة التي أفزعتنا أن سيارة قد إختفت تماما من مكانها ولا يوجد لها اي أثر….

إلتفت لصديقي صدام وقلت اصبحنا في مأزق حقيقي ولا ندري مانفعل …فوسيلة النقل والوحيدة التي جأءنا بها قد إختفت ومن دون أثر وسكان القرية قد أغلقوا الابواب واطفوا الانوار ولم نعد نسمع لهم اي صوت ولا حس …

قلت ربما يكون شخص ما قد تسلل من خلفنا وسرق السيارة
لكن صدام أخرج مفتاح من جيبه وقال : المفاتيح معي ..ثم إننا لم نسمع صوت محرك السيارة اذا جاء أحد لسرقتها …شيء غريب يحصل معنا هنا

إلتفت لصديقي صدام وقلت : إسمع …نحن لسنا لوحدنا في هذا مكان .. هناك أشخاص ينظرونا الينا وهم مختفيين ..أحس ان هناك عدة أعيون تراقبنا …أنفاسهم في كل زاوية من هذه القرية من الافضل ان نتراجع بهدوء ونبقى منسحبين للخلف ونحن نراقب القرية…اياك ان تحدث اي ضجيج او صوت .فقط إنسحب بهدوء
فقال صدام على الفور: والسيارة ؟ ماذا نفعل من دونها انسيت اننا على بعد 130 فهل نقطع كل هذه المسافة من دونها …لن أرجع من دون سيارتي

وهل حياتنا اهم من سيارتك؟!! …إفهم يا صدام نحن لسنا في قرية التي يعيش فيها أقاربك ولسنا على بعد 130 كم
نحن وقعنا في قرية غريبة اخرى ..وربما قد إبتعدنا حتى على مسافة 130 …نحن بصريح العبارة ضللنا الطريق وهذا الصمت الذي تسمعه الان قد ينقلب الى شيء أخر إذا استمرينا في بقاء هنا … ربما هذا تحذير منهم حتى نخرج بسلام قبل أن ينقلب الوضع … وسيارتك بعدما نصل الى ولاية تبلغ عن إختفاءها في هذا مكان ..دعنا نرحل الان ونبحث عن مكان ننام فيه حتى الصباح وبعد ذلك نعود للطريق التي جاءنا منها لعلنا نعثر على مركب ما يأخذنا معه الى المدينة

خرجنا من تلك القرية ونحن نراقب ما قد يأتي من خلفنا وابتعدنا قليلا عنها وبقينا نمشي في الخلاء تحت ضوء هواتفنا ونحن لا نعلم الى اين نسير فقط نتبع أثار السيارة التي جأءنا بها وحين إبتعدنا قال صدام وهو غير مطمئن بخروجنا الى خلاء في الليل

ماذا نفعل في القفار وفي الليل ؟!! …. أخشى ان تهاجمنا الذئاب او تلدغنا الافاعي.. الم يكن من الافضل لو بقينا هناك
فقلت في غضب
الم يكن من الافضل لي أنا لو بقيت في البيت ؟ …ما الذي جعلني أتبعك في هذه الليلة منحوسة ..كنت في امان الله وها انا أمشي معك الى مصير لا أدري ما خاتمته
اراد صدام ان يتكلم فقاطعته

لا اريد ان أسمع منك اي تعليق ولا صوت فقط إتبعني ودع هذه الليلة تمضي على خير
قطعنا مسافة بعيدة ونحن نبحث عن مكان نقضي فيه الليلة وبينما نحن نسير في قفار لمحنا نارا بعيدة وخيمة وحولها أشخاص فقال لي صدام من هولاء برايك ؟!!

قلت له ان هولاء يبدو من البدو والرحل … نستطيع ان نقضي الليلة عندهم وفي صباح نبحث عن وسيلة نقل توصلنا الى ولاية .
تقدمنا الى حيث مكان خيمة والنار فنهض الرحل مرحبا بنا ودعنا لتناول العشاء وشرب الشاي مع أسرته ….كانت في الخيمة زوجته وبعض من اولاده وأقاربه وغير بعيد منا كانت هناك قافلة من البعير وهي جالسة في بطن الواد
التفت الينا الرجل وقال

ماذا تفعلون في القفار لوحدكم في هذا الليل ؟
تنهد صدام وقال الحقيقة لقد اضعنا الطريق وحدث معنا أمر غريب فنحن كنا معزومين لحفل زفاف عند أقاربنا في القرية القريبة الموجودة خلف التلة وحينما دخلنا اليها لم نجد اي حد منهم رغم اننا سمعنا أصواتهم وسيارتنا التي جأءنا بها قد سرقها أحدهم واختفت ..لذلك خرجنا منها وقررنا العودة بمفردنا .

إستغرب الرجل من كلام صديقي صدام وقال في ذهول
– عن اي قرية تتكلمون يأولاد ؟!!! هذه المنطقة كلها قفار ولا توجد في هذه الارجاء اي قرية …………

لا يوجد أحد في الجوار…وكل هذه الارض التي حولنا في هذه المنطقة هي قفار وصحاري ورمال وجبال فقط ..فليس هناك اي بشر يعيشون في هنا ماعدا بعض قوافل البدو والرحل التي تمر من هنا بين الحين والآخر فليس هناك اي قرية كما قال لنا الرجل الذي إستضافنا في خيمته ….

قضيت الليل كله أفكر في كلام هذا الرجل .وأحاول أن أجد تفسيرا منطقيا لما نحن فيه وكيف ان أضواء إنطفت تماما لم وصلنا وإختفى السكان منها وماذا حصل مع سيارة صديقي صدام التي لم نجد لها أي اثر …ترى كم نبعد الان عن منزلنا ؟ فنحن لا نستطيع حتى إتصال بأهلنا حتى نخبرهم بما حصل معنا فنحن منفصلين تماما عن العالم الخارجي ..فمن تكون تلك القرية التي دخلنا اليها ؟!! هل هي قرية أشباح مثلا ؟!! هل تكون تلك القرية مسكونة بالعفاريت ؟!! صحيح انهم لم يظهروا امامنا ولكن أحسست اننا كنا مراقبين في كل إتجاه فلو بقينا مدة أطول هناك لهاجمونا ….يتبع

عن قصص وحكايات. العالم العالم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق