الرئيسيةشعر وشعراء
حائرون .. رياض الصالح
جاوزتُ أطرافَ الحديثِ وما توارَدَ من خواطِر
أصبحتُ في فَلَكٍ بعيدٍ عن ركامِ الناسِ دائر
أشفي صراعي صامتاً مُتَوَهّجاً فالجُرحُ غائر
أدركتُ أنَّ شَهِيّتي للفهمِ .. جائعَةٌ تُكابِر
فتركتُ مائدةَ الجميعِ مُحَلّقاً .. والجوعُ كافر
علّي أصادفُ واحةً في الغيمِ .. أجعلُها محابِر
وأعودُ غيثاً راوياً من خارجِ الصندوقِ ماطِر
أدركتُ أنّ جهالةَ القُطعانِ .. بالحمقى تُفاخِر
ومطامعُ الراعي بأعشابِ المراعي قد تُقامِر
والرافضونَ .. طريقُهُ فوضى .. تُبَعثِرُها المخاطر
والذئبُ يحتَضِنُ الجميعَ .. فكُلُّهُم للبطنِ سائِر
لتُحَلّقَ الغربانُ حولَ الحفلَةِ الكُبرى .. تُحاضِر
البعضُ ينعِقُ صارِخاً والبعضُ يطمَعُ بالحوافِر
ظُلمٌ يُراوِحُ في المكانِ وظُلمَةٌ تغزو الضمائر
إلا الوجوهَ تغَيَّرَت .. ومُتابِعُ التاريخِ باصِر
أحرقتُ كُلَّ دفاتري .. من ذا سيقرأُ أو يُحاوِر
قد بانَ أنّ الناس تخشاهُ الصريحَ فلا تُجاوِر
من ذا سيُقنِعُهُ الضميرُ .. وللأنا حالٌ مُغايِر
الناسُ تطلبُ حاجةَ الأبدانِ لا تَرَفَ المشاعِر
والجوعُ يفتِكُ بالحياةِ وما مبادئُها فطائِر!
إلا إذا صارَ الذئابُ أئمةً تعلو المنابِر
ليصيرَ حُلمُ فرائسِ الأنيابِ أن تغدو كواسِر
ويكرّرُ التاريخُ ملحمةً يُسجّلها لظافِر
فالظافرونَ هُمُ المباديءُ والعدالةُ والمفاخِر
والحقُّ يكتُبُهُ القويُّ ولا يَفُكُّ الخطَّ خاسر
فعلمتُ أنَّ محابري ثكلى وأنَّ الكونَ جائِر
أقبلتُ يا أرضي إليكِ وقد فهمتُ فلن أناور
مثلي ستسحَقُهُ الحقيقةُ .. أنَّ كُلَّ الخلقِ حائر
# بقلمي
# رياض الصالح