منوعات
الذئاب والنعاج والحرية
ساق الراعي أغنامه إلى حظيرتها، وغلّق الأبواب كلّها، فلمّا جاءت الذئاب الجائعة وجدوا الأبواب مغلقة،وكل السبل إليها موصدة ويئسوا من الوصول إليها، فكروا ودبّروا خطة لتحرير الأغنام من الحظيرة ليلا
في تلك الخطة توصلت الذئاب إلى أنّ الطريق الأنجع هي تحريض الأغنام على التمرد والمظاهرة والهتاف بالحرّية والحقوق ..
نظّمت الذئاب تمرد ومظاهرة الأغنام ودعمتها وطافت حول الحظيرة تشجعها ،
فاقتنعت الأغنام بأن الذئاب تدعمها وتدافع عنها وعن حرّيتها وحقوقها، فتأثرت بالمسرحية وانخرطت وتشجعت وتمردت ..، فبدأت بدفع جدران الحظيرة ونطحها وخرقت الأبواب حتى انكسرت، فانفتحت وتحررت أخيرا من قبضة الراعي ، فهربت إلى الغابة والذئاب تدلها على الطريق وتهرول خلفها ، بينما الراعي كان نائما فلما استيقظ صار ينادي ويصرخ حاول اللحاق بها وشرع يلقي عصاه مرة ليصرفها ، ولم يجد فائدة من النداء والمحاولة …فعاد متحسرا ليلتها..
وجدت الذئاب الأغنام منعزلة مكشوفة بلا راع ولا حارس، فكانت تلك الليلة ليلة سوداء على الأغنام المتحررة ، وليلة شهية للذئاب المتربصة.
في الصباح لمّا جاء الراعي إلى الغابة التي وجدتْ الأغنام فيها حرّيتها لم يجد إلّا أشلاء ممزقة وعظاما ملطخة بالدماء وخرافا مجروحة منهوشة لا تكاد تتنفس..
أسطورة قد سمعتموها!
لكن ما أشبه القصة بذئاب اليوم ومنظماتهم المطالبة بتمكين النساء ومنحهن الحرّية والحقوق والمساواة ..
لمّا رأت الذئاب بأن الوصول إلى النساء المؤمنات العفيفات والطاهرات واستغلالهن شبه مستحيل ومتعذر بسبب ولاية الولي وبسبب وقارهن في البيوت، وبسبب الحجاب والستر ، أقاموا منظمات وسيروا مظاهرات للمطالبة بحرّيتهن…
والهدف ♤ليست حريتهنّ♤
بل حرية♧ الوصول إليهنّ واستغلالهن♧
وهذا واقعنا هذه الايام ونسأل الله ان يصلح الحال
المصدر : حكايات زمان