مقالات

عرس في قريتي .

بقلم : جمال شدافنة

دائما ما احتاج الى ما يوقد عندي موهبه الكتابه .
قد تكون اغنيه او لحنا جميلا ،او مشيه بين احضان الطبيعه او نظره في هذا الكون الرحب .
او امورا اخرى.
واليوم وجدت ضالتي بالصدفه وانا اقلب صور قديمه احتفظ بها منذ سنين طويله .
فجعلت اتأمل احدى الصور لعرس من اعراس ايام الطفوله من ذالك الماضي السحيق .
وتناغم حر ساعات الظهيره من هذا السبت مع اعراس يوم السبت القديمه.
فدققت النظر في الصوره وكأني ادخلها واعيش اجوائها من جديد .
اصوات الحدائين تصدح من مكبرات الصوت وقد علقت على سياره قديمه
هاهم الرجال يصطفون على جانبي الطريق يرددون وراء الحدائين بحماس ويصفقون حتى تحمر ايديهم .
والنسوه يتحلقن حول العريس وحوله شبائنه يحمل احدهم شمسيه قد زينت لهذه المناسبه السعيده .
تأملوا كيف يغنين ويصفقن وقد احمرت وجوههن من شده الحر .
انظروا الى ايديهن المصبوغه بالحناء تحاول كل منهن ان تظهر مصاغها فيلمع في اشعه الشمس ويصدر صوتا تماحك به الأخريات .
انظروا الى الشرفات وقد امتلأت بالناس تلقى منها حبات الملبس المتنوعه تعبيرا عن الفرح مع اصحاب العرس.
فتتلقفها ايدي الاولاد وما يقع على الارض يجمعونه بفرح طفولي فطري .
ويتحول العريس الى بيوت احد الجيران اللذي دعاه اليه وتوزع الحلوى والمشروبات ويجلس المدعوون ليأخذوا قسطا من الراحه ويشعلوا سجائرهم ويحتسوا قهوتهم وصوت حواراتهم وضحكاتهم يملأ الدار والساحات .
ويجلس العريس على اريكه مريحه ويتحلق حوله شبائنه واصدقائه كبطل لأحد الافلام .
ويردد احدهم تلك النكته الفلكلوريه القديمه اللتي ما زالت تردد عبر الاجيال والعريس في انتظار احضار العروس
فيقول :الجماعه عاصيين على العروس .
فيدخل العريس في ضغط مؤقت ولكنه يدرك ان ذالك على سبيل المزاح والمداعبه .
اسمعوا احبتي في الله
ها هي اصوات الزمامير تقترب تتقدمها احدى السيارات المزينه تحمل العروس فتتوقف وسط الحاره.
فيتقدم العريس ببدلته الأنيقه ليفتح الباب ويمسك بيدها وينزلها ويرقصان وسط الحاره والجميع يتحلق حولهم يصفقون وصدى اصوات الزعاريد يرتد من حيطان حارتنا القديمه .
ويزف العريس الى بيته الجديد .
ومن العاده ان يلصق العروسان سويا عجينه قد الصقت بها بعض النقود المعدنيه تفائلا بسعه الرزق .
وينتهي العرس وتجمع الكراسي وتخف الاصوات وتتلاشى رويدا رويدا وكإن شيئا لم يكن وتهب رياح ساعات العصر فتبعثر اوراق الحلوى .
الله يهدي بال الجميع
من خواطري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق