الرئيسيةمقالاتمكتبة الفيديو

محاضرتي للباحثين والمحاضرين وطلاب الدراسات العليا عن (علم البلاغة الجزء الاول )للناطقين بغيرها

فاطمة أبوواصل اغبارية

نشأة علم البلاغة وتطوره عبر التاريخ
ما هو تعريف البلاغة
=======================
تعريف البلاغة:
هي العلم الذي تُعرف به فصاحة الكلام، مع مناسبته للمقام، ووفائه بالمعنى المراد مع جمال الأسلوب.

أو بتعبير آخر هي: تأدية المعنى الجليل واضحًا بعبارة صحيحة فصيحة لها في النفس أثر خلاب مع ملاءمته للمقام والأشخاص المخاطَبين.

مكانتها وتدوينها:
للبلاغة منزلة رفيعة بين علوم اللغة العربية، وتُعد من علوم القرآن الكريم؛ لأنه يشترط لمن يتصدى لتفسيره أن يعرف البلاغة، كما أن معرفتها مهمة لعلمي العقيدة وأصول الفقه.

ومن أول مَن دوَّن علم البلاغة أبو عبيدة في كتابه “مجاز القرآن”، ثم ألف عبدالله بن المعتز كتاب “البديع”، حتى جاء عبدالقاهر الجرجاني فألَّف “أسرار البلاغة”، و”دلائل الإعجاز”، ثم لخصهما فخر الدين الرازي في كتابه “نهاية الإيجاز في دراية الإعجاز”، ثم أتى بعده أبو يعقوب السكاكي فألف “مفتاح العلوم”.
وهكذا تتابعت المصنفات حتى استقر وضع البلاغة على ثلاثة علوم هي: البيان والمعاني والبديع.

فوائد دراسة البلاغة:
1- تعين على معرفة معاني وأسرار القرآن الكريم ووجوه إعجازه.
2- تُنمي القدرة على تمييز الكلام الحسن من الرديء.
3- تعين على كيفية اختيار الكلام المناسب للموقف المناسب.
4- الوقوف على أسرار البلاغة في منثور العرب ومنظومه؛ كي يحتذى حذوه وينسج على منواله، ولا سبيل إلى امتلاك البلاغة إلا بمداومة النظر في كتاب الله وأحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم، والاطلاع على روائع كلام العرب شعرًا ونثرًا[1].

نشأة علم البلاغة
——————
استقرّ علم البلاغة على يديّ أبي يعقوب السكاكي ومدرسته، ولم يطرأ أي تغيير أو تطوّر عليه منذ بداية القرن السابع الهجري، وقد شمل هذا الاستقرار العلوم الثلاثة التي كانت مرتبطة به، وهي: علم البيان، وعلم البديع، وعلم المعاني، وأيضاً الفنون الأخرى التي تفرّعت عن هذه العلوم، إضافة إلى مناهج البحث البلاغي والاساليب البلاغيّة التي كانت تنهج النهج نفسه الذي أسسه السكاكي وسار عليه تلاميذه من بعده، ومن الجدير بالذكر أنّ التطوّر الوحيد الذي طرأ على علوم البلاغة في تلك الفترة هو استحداث فنون أخرى من الفنون التي تنتمي إلى علوم البلاغة الثلاثة، وخاصة علم البديع الذي نتجّ عنه فروع عدّة.[١] كانت البلاغة العربية قبل أن تصل إلى ما وصلت إليه من حالة الثبات والاستقرار قد مرّت بفترة زمنيّة طويلة استغرقت أربعة قرون، فقد نشأت في بداية القرن الثالث الهجري، وكانت ملامحها في البداية بسيطة ومتواضعة وفي الوقت نفسه تابعة للعلوم الأخرى، وفي نهاية الأمر تبلّورت هذه الملامح واتّضحت معالمها وأصبحت تشكّل عِلماً مستقلاً له مؤلفاته التي تتبنى القضايا الخاصة به، وقد مرّت البلاغة خلال هذه الفترة بثلاث مراحل لكن كان من الصعوبة تحديد بداية ونهاية كل مرحلة بشكل دقيق؛ مما أدّى إلى تداخلها مع بعضها بعضاً إلى الحدّ الذي جعل بداية مرحلة من المراحل تختلط بنهاية المرحلة التي سبقتها، وأحياناً نجد في واحدة منها بعض المؤلفات التي تندرح في سماتّ المرحلة التي سبقتها، ورغم هذا يبقى لكل مرحلة خصائصها العامة الرئيسية ونتاجها العلمي الواسع، ونوجز هذه المراحل كالتالي:[١] مرحلة النشأة على هامش العلوم الأخرى: في هذه المرحلة لم تكن ملامح البلاغة واضحة تماماً، ولم يكن لها القدرة على تبني مسائل وقضايا كاملة، إنما كانت عبارة عن ملاحظات وأفكار منتشرة داخل مصنفات العلوم الأخرى التي سبقتها في النشأة. مرحلة التكامل المشترك: في هذه المرحلة أخذت البلاغة شكلاً آخر حيث أصبحت الأفكار والملاحظات التي رافقت المرحلة الأولى تنضجّ وتنمو وتتعمّق في ثنايا كتب العلوم الأخرى، لتتحوّل بعد ذلك إلى فصول كاملة، لكنها لا زالت مختلطة بهذه المؤلفات ولم يكن لها كتبٌ خاصة بها. مرحلة الاستقرار والتفرّد: هي المرحلة الأخيرة وفيها اتخذت البلاغة صيغة محددّة اتسمّت بوضوح المعالم وبشكل نهائي؛ حيث أصبحت عِلّماً مستقلاً له مؤلفاته الخاصّة، وبهذا استطاعت البلاغة التحرّر والانفكاك من ثنايا مؤلفات العلوم

تتبع المحاضرة الثانية ان شاء الله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق