شعر وشعراء

لحظة صمت .. رياض الصالح

إنّا سنمنَحُ للتاريخِ ملحمةً
ولا نُبالي .. أقالَ الصدقَ أم كذبَ
روايّةُ الجُهدِ إن سيقَت لكَذّبَها
تقاعُسٌ .. يستطيبُ الخوفَ والهربَ
مبالغاتٌ بها زيفٌ ومهزلةٌ
فلن نُصَدّقَ تاريخاً بما كتبَ
روى لنا قِصَصاً عن عِزِّ عنترةٍ
وأنَّ معتصماً قد قَطّعَ الرِّيٍبَ
وأنَّ أُمّتنا بالعدلِ قائمةٌ
وأنها تنصُرُ المظلومَ إذ غُلِبَ
وأنَّ غايتَها للحقِّ أينَ أتى
كما حصافَتُنا لا تعرفِ اللعبَ
لا .. ليسَ يُقنِعُنا زيفٌ يُمَدُّ لنا
يُشيدُ بالظلمِ .. أو يعلو به الرُتَبَ
حتى المغاويرَ في تاريخنا شَطَطٌ
إلا على بعضِنا .. نستجلِبُ الغَضَبَ
فليتَها اشتعَلَت من أجلِ غانِيَةٍ
حتى تحرّكَ مِن إغرائها العربَ
وحيدَةٌ .. دعَوَةٌ للعِزّ ترفَعُهُم
ساقوا لوأدَتِها التبريرَ والسببَ
قطعاً أزالوا عنِ الأعناقِ مَسبَحَةً
من المودّةِ .. حتى يُنكِروا النسَبَ
لِترتَوي هندُ من أكبادِ فاضِحِها
تغتالُ حمزةَ .. كي يحلو لها الطربَ
لسنا خرافاً لأجلِ السوقِ .. زَجَّ بِها
عبيدُ قيصرَ عرضاً فيهِ أو طَلَبا
لِيَخرَسَ البوقُ في أفواهِ ثرثَرةٍ
لِيُكسَرَ السيفُ إن صارَ الهوى خَشَبا
صمتاً.. فقد صَفَعَ الخُذلانُ وِجهَتَنا
لا لن نُرَدّدَ فخراً عاجزاً خَرِبا
صمتاً .. فقد صارت الأعذارُ واهِيَةٌ
لا عِلمَ فيكُم ولا رؤيا ولا أدَبَ
حتماً ستدفَعُنا للحتفِ مصلحةٌ
هيَ الكرامةُ .. نُحييها بما سُكِبَ
بلا مديحَ تخُطُّ الدربَ همّتُنا
ولن نحيدَ إذا لاموا .. لنضطرِبَ
يطيب للناسِ جُبنُ القلبِ إن سَلِموا
وهل سيسلَمُ من لا يعرفُ التعبَ
لِنُشعِلَ الحقَّ في غاباتِ شِرعَتهِم
لنكشِفَ المكرَ والتدليسَ والعطَبَ
لِنخلَعَ الوجهَ إذ غطّتهُ أقنِعَةٌ
شاهت وجوهُ من استعدى.. ومن عتِبَ
ولو تخاذَلَ كُلُّ الخلقِ ما نَضَبَت
مياهُنا .. فسليلُ العِزِّ .. من شَرِبَ
سنَهدِمُ السدّ كي تجتاحَ قِصّتُنا
كلَّ الرواياتِ حتى نَختِمَ العَجَبَ

# بقلمي
# رياض الصالح

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق