شعر وشعراء

ألثغ للشاعر. / جهاد يونس

ألثغ

عَقْلي عَلى قَلْبي الْمُتَيَّمِ قَدْ بَغى *** كَمْ لامَهُ إِذْ وَصْلَ مَنْ يَهْوى ابْتَغى

وَالرّوحُ بَيْنَهُما يَسيرُ عَلى شَفا *** جُرُفٍ سِنينًا ما بِحَرْفٍ قَدْ نَغى

الْقَلْبُ يَبْكي مِنْ بِعادِ حَبيبِهِ *** مِثْلَ الْيَتيمِ إِذا عَلى أُمٍّ رَغا (1)

وَيَئِنُّ خَوْفًا مِنْ فِراقِ وَليفِهِ *** مِثْلَ الْغَزالِ لِكَلْبِ صَيْدٍ قَدْ ثَغا

يا عَقْلُ، دَعْ قَلْبي فَقَدْ أَرْهَقْتَهُ *** أَرَأَيْتَ صَبًّا لِلْمَلامَةِ قَدْ صَغا؟!

دَعْهُ يُبَلِّغْ بِالْقَصيدِ حَبيبَهُ *** ما كانَ مِنْ قَبْلِ النَّوى ما بَلَّغا

قَدْ كادَ يَجْنَحُ لِلضَّلالَةِ بَعْدَهُ *** لَولا الرَّحيمُ عَلَيْهِ صَبْرًا أَفْرَغا

حاشاكَ تَكْتُمُ يا فُؤادُ قَصائِدي *** أَوْ مَرَّتَيْنِ مِنَ النَّوى أَنْ تُلْدَغا

لِجِراحِكِ الْأَلْحانُ أَمْسَتْ بَلْسَمًا *** فَبِسَوْطِهِ الْهِجْرانُ أَدْمَنَ يَنْسَغا

كَمْ صَدُّ مَنْ أَهْواهُ أَدْمى مُقْلَتي *** وَذِئابَهُ مِنْ نَزْفِ عَيْني أَوْلَغا

كَمْ هَجْرُهُ، وَأَنا الْعَزيزُ، أَذَلَّني *** وَالْقَلْبَ في وَحْلِ التَّسَوُّلِ مَرَّغا

ما كُنْتُ أَسْتَجْدي سِوى وَصْلِ الَّتي *** ما غَيْرُها لي سُؤْلَ عَبْدٍ سَوَّغا

أَقْسَمْتُ ما في الْحورِ مِنْ صِنْوٍ لَها *** وَأَنا الَّذي ما في يَمينٍ قَدْ لَغا

فَالْحُسْنُ نِعْمَةُ خالِقٍ مُتَفَضِّلٍ **** وَعَلى الْحَبيبَةِ فَضْلَهُ قَدْ أَسْبَغا

حُبّي لَها، رَغْمَ الْبِعادِ، مُؤَبَّدٌ *** فَغَرامُها في شَغْفِ قَلْبي أَرْبَغا (2)

أَمْسى فُؤادي فارِغًا مِنْ بَعْدِ أَنْ *** رَحَلَتْ وَكُنْتُ أَظُنُّهُ لَنْ يَفْرَغا

إِنْ كِدْتُ أَنْ أُبْديْ بِها لَوْلا التُّقى *** رَبَطَتْ عَلى قَلْبي كَفُرْسانِ الْوَغى

كَمْ سائِلٍ: ما اسْمُ الْحَبيبَةِ؟ ظَنَّني *** إِذْ لَمْ أُبِنْ في النُّطْقِ عَمْدًا أَلْثَغا

وَيَقولُ لي: بالَغْتَ حينَ وَصَفْتَها *** فَأَجَبْتُ: ما زاغَ الْيَراعُ وَما طَغى

الظهران، 22.9.2016 جواد يونس
=======================
(1) رَغا الصبيُّ رُغاءً: أَشدُّ ما يكون من بكائه. (لسان العرب: مادة رغا)

(2) أرْبَغَ: أقام. (لسان العرب: مادة ربغ)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق