مكتبة الأدب العربي و العالمي

حكاية أميرة الجبل الأحمر من قصص الإثارة والتشويق الفتى الجريح ( الحلقة 1 )

فاتن سليمان

في أحد القرى المغربية الواقعة عل سفح جبل مرتفع ،قدم رجال ملثمون يحملون فتى في عربة تجرها الخيل ،ثم جروه على الأرض ،رموا به وسط الصخور ،وكان جسمه مليء بالجراح ،وحين لامهم على ما فعلوه ، إلتقط أحد الرّجال حجرا وهم برميه على رأسه ، لكنه فجأة سمع صوت صراخ إمرأة ،ولما إلتفت حوله لم ير شيئا ،،فخاف وقال لرفاقه : هيا ننصرف فهذا المكان لا يعجبني، ،وذلك الشخص ميت لا محالة، فلا أحد يقترب من هذا الجبل وبعد يومين قضاهما الفتى مغمى عليه استفاق على يد تضمد جراحه ، ووفتاة تنظر إليه بعيناها الزرّقاوان ،وعلى شفتيها ابتسامة ساحرة ،فسألها من أنتِ ؟ يبدو أنّك لست من أهل البلدة !!! قالت : اسمي علياء بنت شادي وأبي ملك الجبل الأحمر ، لقد وجدتك تئن بجوار الصخور ،فحاولت مساعدتك . تعجب من الاسم وقال : اسم غريب ،ولكني لا أعرف أحدا يعيش في هذا الجبل ، لعلك تقصدين مكانا آخر ؟ أجابته : قريتنا في الجانب الآخر ،وهي شديدة الوعورة .
حكّ الفتى رأسه متعجبا ،فعن أي شيئ تتحدث الفتاة ؟ ثم من أين أتاها كلّ هذا البياض ، ربّما أنها من البربر ،ثم قال لها على العموم شكرا على المساعدة فلولا إهتمامك لكنت بين الأموات ..قالت متسائلة : ما الذي حدث لك ؟ أجاب : إسمي محمّد،كنت أعيش مع أبي وأمي في منزلنا وكان لنا جار لأرضنا اسمه عامر الزّياني ، حاول الحصول على أرضنا بكل الحيل ولكن أبي كان يرفض لأن الأرض تعز عليه ويحبها جدا ، ولكن الرجل لأنه من أعيان البلد زاد في إيذاء أبي، واشتكيناه للعمدة ولكنه لم يفعل شيئا ، حاولنا أن نطلب مساعدة أقاربنا ولكنهم تخلوا عنه لأنهم لا طاقة لهم بهذا الرجل ،ولم يرغبوا في معاداته من أجل أبي . وفي أحد الأيام مرضت أمي ولم يجد سيارة لإيصالها للمستشفى ، ولكن رفض الجميع ان يساعدوه، لأن عامر أمرهم بعدم فعل ذلك إلا إذا باع الأرض .
وفي النهاية ماتت أمي بسبب سوء حالتها ، ولحقها أبي حزنا عليها وعلى ما رأه من أهل القرية ، وحاول عامر إغرائى ،وشراء الأرض ولكني رفضت وأغلظت له الرد بأن حق أمي وأبي سوف آخذه ، فأمر رجاله بربطي وضربي وجعلوني أبصم رغما عني ببيع الأرض والمنزل كذلك وامرهم بأن يلقوني خارج البلد ،وهددوني بالقتل إن رأوني مرة أخرى في القرية . ثم دمعت عيناه وبدأت الدموع تنهمر على خديه وبكت علياء على حاله ، وحاولت التخفيف عنه وطلبت منه أن تحمله لمكان آمن حتى يبرأ من جروحه . ظلت ترعاه وتهتم بشؤونه حتى أنها تعلقت به وتعلق بها وأصبحت هي حياته وعوضته عن أحزان كثيرة عاشها وظل يتنقل بين البساتين المختلفة ويزور أماكن لم يقرأ حتى عنها ولم ير مثلها في حياته .
وعلم أنها أميرة من أميرات الجن ووالدها ملك هذه الأرض . ولكنه كان ينتظر الفرصة لياخذ حقه . بعد شهور طلب منها أن يذهب ليحصل على حقه .وحاولت بكل الطرق أن تمنعه وطلبت منه أن ينسى وأن يعتبر هذه الأرض أرضه ولكنه أصر على إعادة ما له وان تمهله يوما كي يرى ماذا سيفعل وأن يرى ما آلت إليه الأمور .أوصلته لحافة الجبل ،وقالت له سأنتظرك هنا غدا في نفس المكان . ذهب للقرية، وتفاجأت الناس برجوعه، ووصل عند أرضه ووقف أمامها ووجدها أن جاره قد نزع الحدودوضمها إليه،. ثم ذهب لمنزله ووجده مغلقا ،ففتحه بالقوة ودخله فإذا هو فارغ ،ولم يبق فيه حتى مسمار في الحائط ..

يتبع الحلقة 2

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق