أيتها السيدات أيها السادة
كلمعة البرق لمعت صرخة الحياة في روحنا فكرة صرخة الحياة ، وسكان وادي عبقر ليس لهم شغل إلا مقاومة العدم . الصرخة هنا حياة لا تفنى ، روح مبدعة ، والروح المبدعة في كل صنوف الابداع ليست سوى صرخة الحياة .
الصرخة تسكن افق الأبديّة حيث تتحّد الأرض والسماء بلا وهم ، الصرخة صوت الشاعر وصوت الموسيقى .
شاعر خطّ الجداريّة ، جداريّة الحياة والموت قبل أن يفرد جناحيه للريح ويحلّق في المطلق . وموسيقي أهدى ملك الموت معزوفة قبل أن يستل روح الشاعر .
الموت والحياة تراجيديا الأنا المبدع ، تراجيديا مختلفة ، صحيح أن التراجيديا تنتهي دائماً بموت البطل ، ولكن المأساة عندما تصبح نشيداً لا يموت وموسيقى لا تفنى هي تراجيديا الأثر الخالد .
ما الذي جعل صرخة درويش نشيداً تسكن في ميتا الأصوات النغميّة التي ابدعها مارسيل ، مارسيل المبدع ؟
يصرخ درويش ” سأصيرُ يوماً طائراً ، كلّما احترق الجناحان اقتربت من الحقيقة ، وانبثقت من الرماد ، أنا حوار الحالمين عزفت عن جسدي وعن نفسي لأكمل رحلتي الأولى الى المعنى ، أنا الغياب ، أنا السماويّ الطريد ” وحدها الموسيقى تعزف لحن هذا الغياب ، وحدها الموسيقى تكتب رحلة السيمورج للاحتراق في الشمس ، ما كان فريد الدين العطار يحسب بأن رحلة السيمورج الدرويشيّة ستصير عزفاً ، وما كان يدري بأن درويش هو سرب وحده ، وكان درويش سيمورك سرب وحده لا أحد ورائه ولا أحد أمامه ، موسيقى تسقي جذور رحلة السيمورج فتمنح الشعر نور الشمس ، فيرد الشعر الجميل فيمنحها فلسفة الحياة . درويش يا ابن أمي أعلم أنك تدري بأن الأكّف لا تصفّق للحزن ولا للحمام فتلو علينا جداريّة الموت والحلم كي توقظ ذاكرة العدم ، كي لا ننسى معنى الوجود ومعنى الألم صرخة الحياة حيث ينهض الفينيق من الرماد أنا الفلسطيني يعلن الفينيق انا الفلسطيني : الأسير الشهيد الشاعر الحي العاقل القلب الشجاع الواحد الكثير النابذ المعطاء الطائر الساكن المتحد الينبوع المتحرّك النهر الباسط المغيث الآمل عالم الرفض الساخر المشمس المتسائل المنحدر من أرض كنعان والمتجذّر فيها . صرخة الحياة من بيت الفلسفة في الفجيرة ينبوع الأثر الخالد . شكراً لكل الذين انتجو هذه الفكرة شكراً مارسيل باسمه نفتتح هذا الحفل بانتظار اسطوانة العمل لنحتفل مرّة اخرى بصدورها شكراً لكم جميعاً
