مقالات
لغتنا العربية تسمو بصرفها ونحوها
ببساطة شديدة، يجب أن تعلم أن كل عبارات اللغة العربية لا تخرج عن اثنتين: جملة اسمية، وجملة فعلية.
فقط؟!
نعم، فقط.
كل الأساليب والتراكيب والبلاغة، لا تخرج عن هاتين الاثنتين.
فإذا كانت الجملة تتكلم عن اسم، فهي اسمية.
وإذا كانت تتكلم عن فعل، فهي فعلية.
ما معنى هذا؟
معناه أنك إذا قلت: “أخي زارني اليوم” فإنك تتكلم عن أخيك، وتُخبِر عنه بأنه زارك اليوم.
وإذا قلت “زارني أخي اليوم” فإنك تتكلم عن الزيارة، وتقول إن أخاك هو الذي فعلها اليوم.
فإذا أدركت أن الجملة اسمية، فانظر عمَّ أو عمَّن تتحدث الجملة، فإذا عرفته فهو المبتدأ.
ثم انظر بمَ تُخبِر عنه الجملة، فإذا عرفتَ ذلك فإنه هو الخبر.
وإذا أدركت أن الجملة فعلية فابحث عن الفعل، ثم ابحث مَن فعلَه ليكون هو الفاعل.
…
كل ما دون ذلك في الجملة هو مكمِّلات للجملة، النعت والتمييز والاستثناء والمضاف إليه والحال، إلخ، ولن يمكنك معرفتها دون أن تعرف المكوِّنين الأصليَّين للجملة (المبتدأ والخبر في الجملة الاسمية، والفعل والفاعل في الجملة الفعلية).
فإذا أردت أن تعرب إعرابًا صحيحًا فعليك بالخطوات التالية:
1- فهم الجملة فهمًا تامًّا، لأن الإعراب فرع المعنى، أي إن الإعراب متفرع من المعنى، فلا إعراب صحيحًا دون معرفة المعنى الصحيح.
2- تحديد نوع الجملة، اسمية أو فعلية.
3- تحديد العنصرين الأساسيَّين للجملة (المبتدأ والخبر في الجملة الاسمية، والفعل والفاعل في الجملة الفعلية).
4- تحديد مكمّلات الجملة.
…
واعلم أن:
– كل ضمير اتصل باسم يُعرَب ضميرًا مبنيًّا في محل جر مضاف إليه.
– وكل حرف من حروف المعاني (جر أو جزم أو نصب أو توكيد أو نداء أو استفهام، إلخ) هو حرف مبني لا محل له من الإعراب.
– والنعت يطابق منعوته تذكيرًا وتأنيثًا، وتعريفًا وتنكيرًا، ورفعًا ونصبًا وجرًّا.
– والحال نكرة منصوبة، وصاحبها معرفة.
– والتمييز منصوب، يوضح إبهام ما قبله.
– والاستثناء منصوب، يخرج في الحكم عن المستثنى منه، وتسبقه أداة استثناء.
– والجملة الابتدائية، والاستئنافية، والاستدراكية، وجملة جواب القَسَم، كلها تُعَد جُمَلًا ابتدائية لا محل لها من الإعراب.
– والجملة قد تكون خبرًا إذا أكملت معنى المبتدأ، وقد تكون نعتًا إذا وصفَت نكرة، وقد تكون حالًا إذا أوضحت هيئة معرفة.
– والمبتدأ هو ما نتحدث عنه، والخبر ما يكمل معناه.
– والفاعل هو مَن قام بالفعل، والمفعول به هو مَن وقع عليه فعل الفاعل.
– والمفعول المطلق مصدر منصوب يدلّ على إطلاق حدوث الفعل (أحبك “حبًّا”).
– والمفعول لأجله مصدر منصوب يدلّ على سبب حدوث الفعل (أقرأ “سعيًا” للعلم).
– والمفعول فيه هو الظرف المتعلق بفعل (وضعت الكتاب “فوقَ” الرف).
– والمفعول معه اسم منصوب بعد واو تأتي بمعنى “مع” (سرتُ و”النيلَ”/سرتُ مع النيلِ).
– والمستثنى بعد غير وسوى يُعرَب مضافًا إليه.
– والمستثنى بعد إلا يُعرَب مستثنى منصوبًا إذا كان الأسلوب تامًّا مُثبتًا (قرأتُ الرواية إلا “فصلًا”)، ويُعرَب مستثنى منصوبًا أو بدلًا من المستثنى منه إذا كان الأسلوب تامًّا منفيًّا (ما أعجبتني الروايةُ إلّا “فصلًا”/”فصلٌ”)، ويُعرَب حسب موقعه في الجملة إذا كان الأسلوب ناقصًا منفيًّا (لم أقرأ إلّا “فصلًا”).
– والمستثنى بعد خلا وعدا يُعرَب اسمًا مجرورًا أو مفعولًا به، وبعد ما خلا وما عدا يُعرَب مفعولًا به، وبعد حاشا يُعرَب اسمًا مجرورًا.
– وتمييز العدد -وكثير من الموضوعات- كتبنا له هنا منشورًا مخصوصًا نرجو ممن يريد الرجوع إليه، تجدونه في المنشور المثبت.
كتب الصرف والنحو