مكتبة الأدب العربي و العالمي

وحيدة_في_الغابة النصف الاول

تبدأ بداية قصتنا من  منزل صغير في وسط الغابة , بداخل المنزل أسرة تتكون من زوجين , و طفلين ولد وفتاة , سن الولد سبعة أعوام , و سن الفتاة خمسة أعوام , الزوجة لا تعلم سر مجيئهم إلى هذا المكان , و هذه الغابة المجهولة ! , و في يوم قال الزوج إلى زوجته ” سأذهب لأحضر بعض الطعام والشراب و سأعود  علي الفور ” , قالت له زوجته ” إلى أين ستذهب ؟ ” , ابتسم الزوج وقال لها برفق” لا تقلقي لن أذهب بعيداً , سأغيب عنكم عدة ساعات قليلة ” , و بالفعل خرج الزوج و ترك زوجته و اطفاله في المنزل و انطلق في الغابة , مرة وقت طويل و لم يرجع زوجها , حتي اذا جن عليهم الليلة ولم يرجع , الزوجة شعرت بالقلق علي زوجها , فخرجت و وقفت علي اعتاب المنزل و هي تنتظر وسط ظلمة الليل عوده زوجها , لكن مر وقت طويل و هي واقفة و لم يعد , فدخلت الي المنزل , و جلست في انتظار زوجها حتي نامت من تعب الانتظار  , واسرقت الشمس وطلع الصباح  وزوجه لم يعُد إلى المنزل ! انتاب الزوج القلق  ,  ولا تعلم اين ذهب , ولماذا طال غيابه في هذه الغابة , مضي يومين علي غياب الزوج  ولم يعد ,انتاب الزوجة  الخوف وإمتلأ قلبها بالهواجس من طارق قد يأتي فجأة , و عندما تهز الرياح الاشجار , تهتز قلوبهم رعبا و خوفا , بقيت المرأة في المنزل  لا تستطيع الخروج  منه , خوفا من المجهول و هي لا تعلم ما ينتظرها في هذه الغابة الغريبة , لكن في اليوم التالي اقترب الطعام من النفاد , هنا زاد الخوف والقلق من ان يجوع أطفالها , ! ولن  يجدوا شيئا ليأكلوه  وتضور الأطفال جوعاً  , خافت الزوجة  على أطفالها من الجوع  ” فقررت الخروج لتحضر لهم طعاماً يأكلونه  ,وأوصتهم ان لا يفتحوا  الباب  لأحد أياً  كان ” , هز الاطفال رؤسهم بالموافقة علي ما قالته والدتهم , و خرجت نحو الغابة باحثة عن طعام لاطفالها   ,خرجت  وهي لا تعلم الي اين  , كانت تتفقد الاشجار و الحشائش بحثا عن اي شئ تأكله , مرا وقت طويل و هي تسير وسط الاشجار , الشمس بدأت في المغيب , وحل الظلام  , وهي وحيدة في الغابة , تبحث عن شئ   تطعم أطفالها  , و في لحظة ما هي تسير , وجدت شجرة صغيرة جدا , يوجد بها بعض الثمار الغريبة , التي لم تري مثلها من قبل , بدأت ان تقترب من هذه الشجرة , لكن في هذه اللحظة سمعت صوت شئ خلفها , فتوقفت مكانها و نظرت خلفها بقلق , لكن لم تجد شيئا , فأطمئن قلبها و نظرت امامها , وقبل ان تتحرك ناحية الشجرة , وجدت ما أفزعها
. وجدت شخص يقف عند الشجرة يشبه القزم و ينظر اليها و عينه تلمع بالشرار  , تراجعت عدة خطوات الي الوراء , بدأ القزم  يقترب منها و علي وجهه ابتسامة شر شديد , و هي من شدة خوفها ترجف  وتتراجع الي الوراء , الي ان تعثرت وسقطت علي الارض و هي تصرخ فزعا , وتنظر ناحية القزم , لكنه اختفى  تماما , قامت و اقتربت من الشجرة بخوف و ترقب حتي وصلت لها , مدت يدها بقلق علي الفاكهة ذو الشكل الغريب , و قطفت اول واحدة من الفاكهة و اخذت قطمتن منها حتي تعلم مذاقها , وجدت انها لذيذة رغم انها ساخنة و كأنها كانت تطبخ علي النيران ,وضعت اول قطعة في الوعاء الذي كان معاها , ثم قطفت الثانية والثالثة حتي ملئت الوعاء , لكن في هذه اللحظة سمعت صوت شئ يتحرك خلف حشائش هذه الشجرة , و كأن احد يقترب منها بهدوء فأخذت الوعاء و انطلقت تهرول من المجهول الذي يلاحقها ,وتركض و هي تجهل  طريق العودة , لا يوجد ما  يقودها لطريق العودة , الاشجار و الاماكن تشابه بعضها ,  , وقفت لتلتقط انفاسها و هي تنظر خلفها , لم يكن هناك من  يلاحقها ,نظرت امامها و هي تحاول ان تستعيد ذاكرتها حتي تتذكر طريق العودة الي المنزل , لكن دون جدوى  , لم تجد حلا سوي السير باي طريق , لعلها تصل الي المنزل حيث أطفالها  , الشمس بدأت في المغيب , نظرت الي السماء و هي تبكي و الدموع تتساقط من عينيها ,  هطلت   الامطار مصحوبة  بالرعد والبرق    , فرحت بهطول   الأمطار لانها ستجد  الماء لتسقي اطفالها , وانتابها الحزن  لانها فقدت طريق العودة , وانها تركت اطفالها وحيدين في المنزل , أكملت سيرها في الغابة  وبدات الشمس بالمغيب مؤذنة بحلول الليل والظلام  , و جن عليها الليل ,وهي  تسير وسط الغابة , و تحاول ان تجد اي شئ يساعدها للخروج من بين الاشجار الكثيفة و يوصلها الي الطريق الذي تؤدي الي المنزل , تعبت من السير فجلست علي شئ يشبه جذور الشجر , جلست و هي تلتقط انفاسها و تريح قدميها من السير , لكن بعد لحظات , وجدت الشئ الذي تجلس عليه يتحرك تحتها , فقامت وهي فزعة و تنظر الي الشئ الذي كانت تجلس عليه , كان شئ غريبا , اذرعه و قدميه يشبهان جذور الاشجار الغليظة , بدأء بالتحرك نحوها , ففرت  بفزع من هذاالكائن  الغريب , كانت تسلك اي طريق تجده امامها , هرباً  منه , وقفت تلتقط انفاسها و هي تنظر خلفها فلم  بعد يلاحقها شيء  ,أبرقت السماء فأضاءت لها الطريق  وشاهدت كوخاً صغيرا مبني من اعواد القش  اتجهت نحوه   كالغريق الذي يتعلق في قشة , و دخلت هذه الغرفة الصغيرة الذي لديها سقف من جذور الشجر و ليس لديها باب , دخلت و جلست فيها و هي تشعر بالراحة والامان قليلا ,

يتبع
النصف الثاني

من  قصص حكايا العآلم الآخر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق