ثمانية حروب أهلية خلال 48 سنه حتى اليوم , سببها الأنظمة العربية العشائرية التي تدار بواسطة المخابرات الغربية , بداية في لبنان وبعدها في الجزائر وسوريا والعراق واليمن وليبيا وصومال وأخيرا في السودان , هذه الأنظمة ارتكبت ابشع الجرائم بحق شعوبها في الحروب الاهلية , وما جرى من حرب أهلية في لبنان 1975هو نموذجاً أرادت دول الاستعمار تعميمه في البلاد العربية الأخرى , وهذا ما جرى فعليا . فالحروب الأهلية العربية هي التي اشغلت وتشغل العرب جميعاً عن الصراع العربي الإسرائيلي وتهمّش القضية الفلسطينية، وهي التي تجعل العربي يكره اخيه العربي أكثر من العدو الحقيقي وتجعل الوحدة بينهم من المستحيلات.
هذه الحروب حطمت الدول العربية القائمة وشتت مواطنيها وحطمت نفسياتهم ودمرت اقتصادها ورملت نسائهم ويتمت اطفالهم وقتلت شبابها ودمرت مدارسها وجامعاتها لتعيدها الى الوراء مئات السنين , وجعلت واقع عربي منقسم على ذاته عاجز وضعيف , والهدف من وراء ذلك خلق شعوب عربية متخلفة ودويلات عرقية قبلية ومذهبية , وتعيين قيادات فاسدة ومتعاونة يسهل السيطرة عليها وتدور كلها في فلك أمريكا وحلفائها بهدف سلب ثرواتها , وهذه الحروب الاهلية أفرزت تنظيمات إرهابية مثل داعش والنصرة وغيرها من منظمات إقامتها أمريكا في المنطقة العربية لخدمة مصالحها حيث قامت هذه التنظيمات بأعمال إرهابية وقتل وتدمير باسم الدين يندى لها الجبين.
للحرب الاهلية في الوطن العربي نتائج وخيمة وسلبية خطيرة جدا على الأوطان والإنسان وعلى الوحدة وعلى الاقتصاد ومستقبل الشعوب العربية وأخطر نتائج الحرب الاهلية هو بروز التعصب الطائفي والمذهبي والعرقي من اجل تفكيك وتقطيع أوصال الدول والمجتمعات العربية لصالح مشاريع الدول الاستعمارية في وطننا العربي, وهذه المشاريع الاستعمارية تلعب دورا حاسما في تقرير مصير الامة العربية ومستقبل اجيالها .
واليوم الامل مبني ومعقود على الشباب الواعي في الوطن العربي وعلى ارادة الشعوب العربية التخلص من هذا الواقع المزري والمؤلم ووحدة الشعوب لتصحيح المسار والنهوض بالامة الى الامام لتأخذ دورها الإيجابي بين الشعوب الاخرى ، والاستفادة والاتعاظ من أخطاء الماضي .
الدكتور صالح نجيدات