نشاطات

سَلِمَتْ يَدكَ يا صلاح البشرى

[سَلِمَتْ يَدكَ يا صلاح البشرى ] ———————————–
سلِمَتْ يَدٌ
عربِيَّةٌ مصريةٌ ،غَرَفَتْ مِنَ الزِّلْزالِ حِصَّتها
وأَلْقَتْ جَمْرَها،في حوْمةٍ بالنقْعِ طافحةٍ
فيَسْقُطُ بعضهمْ قتلى،ويسقطُ ضعْفهمْ جرْحى
وتسقطُ مثلما سقطوا،صكوكُ كلّها ذِلَّهْ

دعاةُ الوهمِ والتطبيعِ في أوطاننا وبِمصرِنا قِلَّهْ

أولاكمْ مثلما الأوساخ منبوذونَ ويْحهمُ،فهمْ في
رأسِ أمتِّنا كما الصِيبانِ والقمْلَهْ

فصعْبٌ بل محالٌ وَضْعَ خاطرَ أو صلاحاً ،والذي
فعْلهُ قد دانَ ،مجتمعينَ في سلَّهْ

فذاكَ لجيْشها شرفٌ،وأمَّا مَنْ لهمْ عزَّى بقتلاهمْ
فأسرائيلُ قد باتَتْ لهُمْ قِبْلَهْ

وإذْ يبْدونَ حسرتهمْ،وخصِّيصاً كبيرهمُ ،فلستُ للحظةٍ
أحتارُ منْ كوهبنَ في مصرٍ فهمْ أهلهْ

فمثلكَ يا صلاحَ الخيْرِ أشرفُ مِنْ وجوهِ جميعهمْ ،نعْلَهْ

رصاصكَ يا فتى الفتيانِ أثلجَ صدرنا بالأمسِ،أشْفى للذي
مِنْ أعدائهِ عانى بلى غٌلَّهْ

سلاحكَ كانَ في أيدٍ
لواءَ الثأْرِ أخذتهُ منْ خاطرْ،
وَأرْدَتْ جندهمْ في ساحةِ الميْدانِ بالجُمْلَهْ

يدٌ مِعْطاءةٌ،إنْ شحَّ ماءُ الغيثِ،
تسقي الزرْعَ منْ دَمِها
إذا ما اصْفَرَّ أوْ عطِشا
وترْوي غُلّةَ الصادي
بماءِ العينِ إمَّا ريقهُ نَشِفا
فتلكَ اليدُّ عندَ تلَهُفِ العطشانِ للقَطْرَهْ
وعندَ يباسِ حلْقِ الطيرِ ،ماءِ النبعِ والخُضْرَهْ
وحينَ يصيرُ بذْلُ الدَّمِ مثلَ التِبْرِ في النُدْرَهْ
يُؤَكِّدُ شهْمنا بعطائهِ نُبْلَهْ

يدٌ مجْبولةٌ منْ خامَةِ الطُهْرِ
فإنْ غاصَتْ بِوَحْلِ الأرضِ لا تَصْدا
فمَعدنها مِنَ التِبْرِ
فلا تبلى ولا عيبٌ بها يَعْلَقْ
ولو عاشَتْ بقَلْبِ الوَحلِ حتّى آخرَ العُمْرِ
فإنْ شَهَرَتْ أصابعها،
تَخالُ أسِنَّةَ الأرماحِ ناشبةً،وبِيض الهندِ مُشْرعةً
وَتَنْقُطُ منْ دَمِ الغازي،فتحسبها لِأَوَّلِ وَهْلَةٍ دُهِنَتْ
بماءِ الوردِ والزَهْرِ
فإنْ نطَقَتْ بنادقها
تخالُ الشمسَ قد طلَعَتْ،وصاحَ الديكُ قبلَ بدايةِ الفجْرِ
وإنْ زادَتْ، تُضيءُ نجومنا في القلبِ في ألَقٍ
فتحسبُ كلَّ واحدةٍ مِنَ الطلقاتْ،عَروساً ترتدي نوراً وَلأْلاءً
وقدْ طلَّتْ مِنَ الخِدْرِ
فتَرْقصُ في رياضِ الروحِ أطيارٌ وأَنْسامٌ
وباقاتٌ مِنَ الأوْرادِ ،زادَتْ حُسْنها فُلَّهْ

يدٌ عربيَّةٌ مسكونةٌ بالسخطِ والغضَبِ
وسُمْعتها بملءِ الكَوْنِ،يعْرفها جميعُ الناسِ بالألقابِ والنَسَبِ
نزارٌ جذْرها المضروبُ
منذُ بدايةِ التكوينِ في التاريخِ والحِقَبِ
فَأَكْرِمْ بالتي فاقَتْ عروشَ الشرقِ في الحَسَبِ
وأَكْرِمْ بالتي فاقتْ ،سعيرَ النارِ في اللهبِ
وكلُّ رصاصةٍ فيها ،بِقنطارٍ مِنَ الذهبِ
يُصَفِّقُ بحرنا المتوسّطُ المُزْرقُّ ،إنْ غسَلَتْ أناملها بِلُجَّتهِ
فيَفرشُ موْجَهُ كحَصيرةٍ وَمخَدَّةٍ لتنامَ مثلَ نَوارسٍ بيضاءَ
يَطْرحُ فوْقها ظِلّهْ

يدٌ لم تعرفِ الإسهابَ والإطْنابَ في يومٍ
ومثل براءةِ الأطفالِ منطقها
ومثل كتابهمْ مقروءةٌ ،مِنْ جِلْدهِ للجِلْدَةِ الأُخرى
ومثل لُغاتهمْ وكلامهمْ سَهْلهْ

يدّ ألْقَتْ مِلَفَّاً إسْمُهُ التنظيرُ في رُكْنٍ
وصاغَتْ بالدَمِ الزاكي،جوابَ الشعبِ وَاخْتَصَرتْهُ
في طلْقَهْ وفي جُمْلهْ

يدٌ تَهدي كبَوْصَلَةٍ،وعندَ تكاثُفِ السُحُبِ
تخالُ بأَنَّها الزرقاءُ ،
تُبْصرُ أصغرَ الأشياءِ ،خلفَ الليلِ والحُجُبِ
فتلكَ بحربنا الأسيافُ والرادارُ والمنظارُ والمُقْلَهْ

يدٌ ما قد تقَطَّعَ،بينَ ماضينا وحاضرنا،
معاركنا،فصول الأمسِ ثمَّ اليوم ثم الطلقة الأولى
ويوم الأرضِ في سخنينَ،والأحجار في الضفّهْ
وفي غزَّهْ،بطعنةٍ خِنجرٍ والرجمِ
قد عادَتْ لنا وصْلهْ

يدٌ مرفوعةٌ كالبيرقِ العالي،
وخُنصرها،يُطاولُ نجمةً لَمَعَتْ وراءَ الغيمِ
بدراً في سماءِ الشرقِ مكتملاً
ونخلاً راسخاً يُلْقي
ظلالاً تفلقُ الأمواجَ في دجلهْ

يدٌ قطَفَتْ مٍنَ الأمجادِ عنقوداً
شهيَّ الطعمِ كالْرُطَبِ
فأَينَ العسكرُ {الأفذاذُ}؟
منْ حفظوا،نشيدَ العارِ والهرَبِ
وأينَ القادةُ {العظماءُ}؟
منْ حملوا نياشيناً وأوسمةً
بلا حربٍ ولا فِعْلٍ سوى في ساحةِ الخُطَبِ
تعالوا الآنَ وَاْنْبونا أجيبونا
أيَعْدِلُ فعلكمْ كفَّاً مُدَمَّاةً ،تُقاتلُ وحدها في المشرقِ الخَرِبِ؟
فأينَ جهابذ الألقابِ والرُتَبِ؟
فثمَّةَ فارقٌ في ساحةِ الميدانِ بينَ الصدقِ والكَذِبِ
فتلكَ الكفُّ لم تحملْ نياشيناً مزوَّرةً مِنَ السلطانِ والحكّامِ والأمراءِ
فهوَ الجرحُ في الميدانِ وشَّاها وطرَّزها،بِزَهرٍ الفلِّ والشُهُبِ
فهلْ بلَغَتْ فيالقكمْ مكانتها؟وهل قطَفَتْ عناقيداً كما قطفَتْ؟
وأعْرفُ أنَّهُ كلَّا،فما قطفتْ مِنَ الأمجادِ
طول العمْرِ لو خُصْلهْ؟

يدٌ كطراوةِ الأطفالِ ملمسها
وحينَ يدُقُّ طبْلُ الحربِ
يغدو بُنْصُرُ الكفَّيْنِ مثل النَبْلِ
والإبْهامُ مثل الرمحِ
والأوسطْ،تراهُ يغورُ في الأبْدانِ كالسكِّينِ
والقبْضهْ،تخالُ بأنَّهاالأغْمادُ تحضنُ سيْفها القاذعْ
غيخرجُ مِنْ شرانقِهِ ،فيلْمعُ في الوغى نصْلهْ

يدٌ بِيَراعها المَقْدود مِنْ صخْرِ
ومِدادِهاالدفَّاقِ والنفَّاثِ كالعِطْرِ
ورصاصها اللهَّابِ كالجمْرِ
وسنائِها المنثورِ في الميدانِ كالفجْرِ
ووميضها الخلَّابٍ مثل البرْقِ
ضاءَتْ في الدُجى شُعْلهْ

يدٌ نزَفَتْ،فخلْنا القطْرةَ الحمراءَ أحياناً كما الوردهْ
وأحياناً رأيناها تشِعُّ النورَ كالنجمهْ
فقلنا ،إنَّها للمجدِ سُلَّمنا،فتلكَ طريقنا الممدودُ والمرفوعُ للقِمَّهْ
وتلكَ سطورنا اللاتي،مسَحْنَ العارَ عن أرضٍ،بدَتْ فيها لأعوامٍ كما الوصمهْ
فحلَّ مكانها شرَفٌ ،رفيعٌ طافحٌ بالعِزِّ والعصمهْ
فأَكْرِمْ باليَدِ اللاتي،إذا مرَّتْ على جرحٍ،تمُرُّ كأنَّها نسْمهْ
وأكْرِمْ بالتي لثَمَتْ ،جهاراً أرضها لَثْمهْ
أَتَتْ والمهْرُ تحملهُ ،فطافَتْ في رُبوعِ الحيِّ
تنْشُدُ حبَّها المشروعُ والممنوعُ منْ دهْرٍ،وضَمَّتْ صدْرَهُ ضمَّهْ
وراحتْ تُرْسِلُ الأشْواقَ للعينينِ،ذَبْذبةً فذَبذبةً
فيسري الوجدُ كالزلزالِ،منْ بَدَنٍ الى بدَنٍ
وَأَنْهَتْ وصْلَها وعناقها للأرضِ والمحبوبِ بالقُبْلهْ

يدٌ للبذلِ سبَّاقَهْ ،وذاكَ شعارها الأَوَّلْ
كغيثٍ دائماً تُعطي،وتأْبى الموقعَ الأَسفلْ
فإنْ أعْطَتْ ،ودَقَّ البابَ مُحتاجٌ،بِدَمِّ القلْبِ لا تَبْخَلْ
أراها للذُرى تسعى،فإنْ بلَغَتْهُ مثل النجمِ تسكنُ بُرْجهُ العالي ولا تنْزِلْ
سلاماً أيُّها الصادي إلى القطْرهْ،وبينَ ضلوعكَ الجدْوَلْ
سلاماً أيُّها المحرومُ منْ أهلكْ ومنْ عُشِّكْ،لِنِصفِ العُمْرِ أو أطْوَلْ
سلاماً أيُّها الماشي،بِوحْشةٍ ليلنا العربيِّ أعواماً
بِكَفِّكَ بعضُ طلقاتٍ،ولم تدري طوالَ الوقتِ أنَّ النارَ في الطلقاتِ كامنةٌ
وحينَ قَدَحْتها صارَتْ،بعتْمةِ ليلكَ المِشْعَلْ
سلاماً أيُّها الأحبابُ في مصرٍ وفي غزَّهْ وفي الأقصى وفي حيفا وفي المجْدَلْ
أجيءُ اليومَ مُتَّكئاً على جرحي ،وخيطُ الدَّمِ يتبعني كما ظِلِّي
فَأَنَّى سِرْتُ لازَمني،وأنَّى نمتُ أو أنْزَلْتُ أثقالي،يحُطُّ بجانبي حِمْلهْ

فقوموا واقْتَفوا أَثَراً،وخارطةً يُسَيِّجُ أرضها دَمِّي
فتلكَ الأرضُ موطننا ولو كانتْ على شِبْرٍ ،فلسْتُ لغَيرهِ أنحازُ
والدُنيا إذا عُرِضَتْ بديلاً عنهُ لن أقبلْ
فمهما الوهمُ صغَّرهُ،وذَرَّ الرملَ في العيْنَينِ،لن أرضى
بِقَبْرٍ قاحِلٍ منْ رِيِحَةِ الشهداءِ،كالصحراءِ ،
بالأشجارِ والأزهارِ لم يحْبَلْ
فهذا الشِبْرُ دَمُّ أُباتِنا الشهداءِ باركهُ وعمَّدهُ وطهَّرهُ
وتلكمْ جولةٌ أولى ،وتأتي بعدها جوْلَهْ

فمهما يرجمُ السفهاءُ ما قد قلتُ،
لستُ لغيرهِ أنحازُ في يومٍ
ولو قالوا ،غداةً تُزهرُ الأحلامُ،
والأوهامُ تغدو واقعاً،فترِفُّ أعلامٌ على الدولَهْ

اقولُ الحقَّ،غيرُ الدَّمِ لن يعطي لنا حقَّاً
ومَنْ يزرعْ سراباً في مكانٍ أو زمانٍ ما
سيَحْصُدُ دائماً مثلهْ

وإنَّ طريقنا المحفوفُ بالآلامِ نعرفهُ
فلا ميلاد دونَ الطَلْقِ،تلكَ الخطوةُ الأولى
فشبرٌ دونما أوهام نعشقهُ،فبرْزَخهُ همُ الشهداءُ
لستُ لغيرهُ اهفو،فكُفُّوا عن تهافتكمْ
فلولا الحرفُ ما صيغَتْ بعالمنا ولو جُمْلهْ

ولولا الجنْدُ والفرسانُ والشهداءُ،ثمَّ البذلُ بالميدانِ
ما وصَلتْ ،سنابكُ خيلنا للصينِ ثمّ الهندِ،في حمْلهْ

ولولا الشبرُ معجوناً،بدَمِّ الخُلَّصِ الأبرارِ،
ما صنعَتْ جزائرنا
وحتّى الآنَ لا علماً ولا دولهْ

فدونَ الدَمِّ ثمّ البذلِ يبقى الوهمُ منبركمْ ولاجدوى
فخيطُ الدَّمِ معبرنا لدولتنا
ولو كانت مساحتها،نعمْ في الخطوةِ الأولى
كعُشِّ الطيرِ،،بيتِ النحلِ ،،والنْمْلَهْ،،

وتأْتي بعدها جوْلَهْ،،

دَواليكمْ،،
لندْحرهمْ،،ونبني فوق ارضٍ
دونما تفريطُ في شبْرٍ،،بلا وهمٍ،،
،،نعمْ دَولهْ،،،
————————————————
شعر:عاطف ابو بكر /ابو فرح
٢٠٢٣/٦/٨م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق